يعد الاستغفار للميت من أعظم صور البر والدعاء التي يمكن أن يقدمها الأحياء لمن رحلوا عن هذه الدنيا، فهو باب من أبواب الرحمة التي لا تغلق بعد الموت، وقد حثّ الإسلام على الدعاء والاستغفار للميت، لما فيه من نفع عظيم يُخفف عنه العذاب، ويزيد في حسناته، ويرفع درجته في الجنة، فالميت بأمسّ الحاجة إلى دعاء من يحبّهم، وخاصة في لحظات وحدته في القبر.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة ويجوز الاستغفار لهم، ويجوز الوقوف على قبر الميت والدعاء له بالتثبيت وأن يستغفر الله له، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات بن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

أدعية للمتوفي

ومن أدعية المتوفي:

اللهم ارحمه رحمة تسع السماوات والأرض اللهم اجعل قبره في نور دائم لا ينقطع واجعله في جنتك آمنًا مطمئنًا يارب العالمين اللهم افسح له في قبره مد بصره، وافرش قبره من فراش الجنة، اللهم ارحمه ولا تطفئ نور قبره.

يا قيوم أقمه على نور في قبره، ومستبشرًا بحسن إجابته وتثبيتك إياه عند السؤال، اللهم أعذه من عذاب القبر، وجفاف الأرض عن جنبيها.

اللهم اغفر واصفح عن ميتنا وباعد بينه وبين فتنة القبر واجعله روضة عليه مستبشرًا بلقائك لا إله إلا أنت الغني عن التعذيب الغفور لمن ينيب.

اللهم اغفر لميتنا، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه.

اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار.

يامن تجير المستجير ومنجي الغريق والمكروب، ومنقذ البائس من الضيق والهموم نسألك إجارته و نجدته في قبره ورحمته وتسلية أهله وسلوانهم.

يا الله أنت المحيي وأنت كذلك المميت، اللهم إنا لا نعترض على قضائك ونسألك أن تجعله نورا وضياءً على ميتنا ومن يسكنون قبره من قبله، اللهم أره منزله بجنتك، وأكرمه بحسن الصحبة والعمل الصالح الذي ارتضيته منه في حياته وسره وعلنه.

اللهم انقله من ضيق اللحود ومن مراتع الدود إلى جناتك جنات الخلود لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض تغمده برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم يمن كتابه، ويسر حسابه، وثقل بالحسنات ميزانه، وثبت على الصراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنات، في جوار نبيك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم.

دعاء للميت

اللهم احشره مع المتقين إلى الرحمن وفدا، وفي زمرة المؤمنين ومع الصديقين والشهداء.

اللـهـم إنه فى ذمتك وحبل جوارك فقه فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم.

اللهم اغفر له وارحمه واجعله من ساكني فردوسك الأعلى.

اللهم نور له قبره واجعله روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار.

اللهم آنس وحشته ووسع مدخله، وأعذه من عذاب القبر.

اللهم ارحمه رحمة واسعة واشمله بعفوك.

اللهم ارزقه لذة النظر إلى وجهك الكريم.

اللهم إنه عبدك وضيفك فجد عليه بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين وأكرمه بعفوك يا أكرم الأكرمين.

الأعمال التي تصل إلى الميت

من أفضل ما يقدمه المسلم إلى الميت أن يعمل أعمالًا تصل إليه وتثقل ميزانه وتزيد من حسناته وترفع درجاته، ومن تلك الأعمال ما يأتي:

1- الاستغفار، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ لَيرفَعُ الدَّرجةَ للعبدِ الصَّالحِ في الجنَّةِ، فيقولُ: يا ربِّ، أنَّى لي هذه؟ فيقولُ: باستغفارِ ولدِكَ لكَ».

2- قراءة القرآن الكريم للمتوفي حيث تكتب له حسنات، وتكون سببًا في نيل رحمة الله سبحانه وتعالى في قبره.

3- الصدقة، لما رُوي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: أنَّ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهو غَائِبٌ عَنْهَا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شيءٌ إنْ تَصَدَّقْتُ به عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فإنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا، ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا، وَلَمْ يُوصِ، فَهلْ يُكَفِّرُ عنْه أَنْ أَتَصَدَّقَ عنْه؟ قالَ: نَعَمْ، و رُوي عن سعد بن عبادة رضي الله عنه: أنَّ أُمَّهُ ماتت، فقال: يا رسولَ اللهِ! إنَّ أمي ماتت، أفأتصدقُ عنها؟ قال: نعم، قال: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: سقْيُ الماءِ فتلك سقايةُ سعدٍ بالمدينةِ.

4- الحج والعمرة ولكن يشترط أن يكون الحي قد حج أو اعتمر لنفسه أولًا.

5- يعتبر قضاء الصوم من الأعمال التي تصل إلى الميت لما رُوي عن بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- أنه قال: «أتت النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم امرأةٌ فقالت: يا رسولَ اللهِ إنِّي كنتُ تصدَّقتُ على أمِّي بصدقةٍ فماتت ورجعت الصَّدقةُ إليَّ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وجب أجرُك ورجعت إليك صدقتُك، فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ أمِّي ماتت ولم تحُجَّ أفأحجُّ عنها؟ قال: نعم حُجِّي عنها، قالت: إنَّ أمِّي ماتت وعليها صومُ شهرٍ أفأصومُ عنها؟ قال: نعم فصُومي عنها.

6- قضاء النذر والدين لما رُوي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: «أنَّ امْرَأَةً جاءَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ فَماتَتْ قَبْلَ أنْ تَحُجَّ، أفَأَحُجَّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ، حُجِّي عَنْها، أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَتَهُ؟، قالَتْ: نَعَمْ، فقالَ: اقْضُوا اللَّهَ الذي له، فإنَّ اللَّهَ أحَقُّ بالوَفاءِ».