كانت كلمات سعادة الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح سفير دولة الكويت لدى مملكة البحرين في مقاله الذي نشره أمس في الصحف المحلية مؤثراً، حيث اختتم مهمته الدبلوماسية بكلمات شكر وامتنان تعبر عن مشاعر صادقة في الوداع الذي يجسد واقعاً على مر السنوات، وحقيقة أن سعادة الشيخ ثامر الصباح كان خير من يمثل الكويت، فنراه دائم الحضور في مختلف المناسبات، وترك بصمة واضحة في تعزيز العلاقات الأخوية بين مملكة البحرين ودولة الكويت، وإن كان السفير بكلماته يقول إن البحرين هي مسك الختام لمسيرته الدبلوماسية، ولكن أجزم بأنها بداية لطريق جديد يبقى عنوانه الكبير هو خدمة الكويت العزيزة التي تربطني فيها علاقات وطيدة مع عدد من الأخوة نشعر من خلالهم مدى الحب الذي في قلوبهم للبحرين، وهذا ما شعرت به واقعاً عند زيارتي للكويت في قمة الخليج من حسن الاستقبال وكرم الضيافة وروح التواصل الدائم الذي يعكس أصالة شعب الكويت الشقيق وهذا ما يجعل للكويت مكانة خاصة في القلب.
بالأمس كان المشهد الدبلوماسي في البحرين في لحظة وداع مؤثرة مع انتهاء فترة عمل السفير الكويتي وكذلك اللقاءات الرسمية لسعادة السفير مع العديد من المسؤولين والوزراء بالإضافة إلى كتابة بعض الزملاء الكتاب لمقالات وكلمات في الصحف، وفي وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد على مكانة الكويت وسعادة الشيخ ثامر الصباح الذي يجمع الكل بأن كلماته لامست الوجدان، وذلك لما وجد في البحرين من محبة صادقة وتقدير راسخ يؤكد بل ويعزز من التلاحم الشعبي والحكومي الذي يعكس عمق العلاقات بين البلدين، فالعلاقات البحرينية الكويتية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ وهي علاقات تستمد قوتها من وشائج القربى والمصير المشترك ووحدة الموقف، وما كتبه سعادة الشيخ ثامر الصباح في مقاله المؤثر خير دليل على ذلك حين قال «تظل مملكة البحرين بالنسبة للكويت بلد أبناء العمومة والأهل والأخ والصديق».
ونقول لسعادة السفير، ونحن نودعه بأن «البحرين كانت محطة مشرفة لكنها ليست نهاية المسار فالمستقبل أمامك مليء بالعطاء، والكويت تستحق من أبنائها دائماً المزيد، أما نحن في البحرين فحبنا للكويت لا يتبدل بل يزداد رسوخاً يوماً بعد يوم»، والعلاقات البحرينية – الكويتية تمثل أنموذجاً متفرداً في وحدة الموقف وصلة القربى بين القيادتين والشعبين، فالروابط التاريخية التي جمعت آل خليفة الكرام بآل الصباح الأشقاء، تعكس صلة رحم أصيلة ومواقف أخوية راسخة، ويشهد التاريخ على وقفة البحرين المشرّفة مع الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم عام 1990، حين عبر المغفور له بإذن الله صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه عن حبه للكويت وكتب أبياتاً شعرية خالدة في وجدان الشعبين البحريني والكويتي حين قال رحمه الله «هم جدهم جدي وجدي لهم جد وعيالهم هم شعرة من فؤادي، هم عزوتي ربعي على اللين والشد وهم زندي اللي به تشد الأيادي، وحنا لهم درع حصين عن الضد نرخص لهم بالروح يوم الجلادي»، كلمات بقيت خالدة تجسد صدق موقف البحرين وإيمانها بوحدة المصير مع الأشقاء في الكويت.
زاوية همسةفي القلب للكويت وأهلها الكرام محبة لا تزول، فهي دار العز وبلد الوفاء، وعلاقاتها بالبحرين ليست خياراً سياسياً، بل قدراً تاريخياً ومصيراً واحداً.