تحتفل مملكة البحرين بذكرى تأسيس المجلس الأعلى للمرأة، هذا الكيان الوطني الرائد الذي يُعد أحد أبرز معالم المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه. وقد جاء إنشاء المجلس ليكون المرجع الرسمي المعني بمتابعة شؤون المرأة البحرينية، وتوحيد الجهود الوطنية لتعزيز دورها وتمكينها في مختلف مجالات الحياة العامة والخاصة.
منذ تأسيسه، وبدعم ورعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البلاد المعظم، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حقق المجلس منجزات بارزة نقلت المرأة البحرينية من مرحلة المشاركة إلى مرحلة التأثير وصناعة القرار. فقد ساهم المجلس في إدماج احتياجات المرأة في السياسات الوطنية، وتعزيز تمثيلها في مواقع صنع القرار، سواء في البرلمان، أو المجالس البلدية، أو السلك الدبلوماسي، إلى جانب دعم مشاركتها في القطاعات الاقتصادية والعلمية والثقافية.
وشهدت السنوات الماضية إطلاق عدد من المبادرات والبرامج التي عززت من مكانة المرأة البحرينية، من بينها الاستراتيجية الوطنية لنهوض المرأة البحرينية، والمرصد الوطني لمؤشرات التوازن بين الجنسين، إضافة إلى مبادرات نوعية في مجال التمكين الاقتصادي والاجتماعي. كما كان للمجلس دور فعّال في إبراز المرأة البحرينية في المحافل الدولية، حتى باتت نموذجاً يحتذى به في المنطقة العربية والعالم.
وفي هذا السياق، أولت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة اهتماماً خاصاً بتمكين المرأة في المجال الإعلامي، إدراكاً لأهمية الإعلام في تشكيل الوعي المجتمعي وصناعة الرأي العام. وقد جاء التوجيه الملكي السامي بدعم مشاركة المرأة في الإعلام، من خلال إبراز نماذجها الناجحة، وتوفير برامج تدريبية متخصصة، وتشجيعها على القيادة في المؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى تأسيس شبكة المرأة الإعلامية البحرينية لتكون منصة تجمع الكفاءات الإعلامية النسائية.
وانطلاقاً من هذا المسار المتقدم، تتجه التطلعات في العام المقبل نحو مبادرات جديدة تستكمل مسيرة التمكين، ومن أبرزها: دعم مشاركة المرأة في قطاع الإعلام والتكنولوجيا والتحول الرقمي، تعزيز البرامج التدريبية للفتيات في المجالات التقنية والمهنية الإعلامية، إطلاق حملات وطنية للتوعية بدور المرأة في التنمية المستدامة، وتوسيع نطاق دعم المشاريع الشبابية النسائية في العمل الإعلامي التطوعي والمجتمعي.
وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، نتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المجلس الأعلى للمرأة، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وإلى كل امرأة بحرينية ساهمت وتساهم في رفعة وطنها، سائلين الله أن يكون العام القادم عاماً مليئاً بالنجاح والازدهار، في ظل القيادة الحكيمة والرؤية السديدة لجلالة الملك المعظم.
كل عام والمرأة البحرينية بخير، ومملكة البحرين في تقدم ورفعة دائمة.* باحثة دكتوراه - العلوم الإنسانية
روى العلوي