يعد قرار تأسيس المجلس الأعلى للمرأة من أهم مكتسبات المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، حيث واصلت المرأة البحرينية على مدار نحو ربع قرن نجاحات وإنجازات على كافة المستويات، وفي مختلف الأصعدة، وفي شتى المجالات، محلياً، وخليجياً، وعربياً، ودولياً، واستطاعت أن تسبق الكثيرات من أبناء جنسها في الدول الأخرى على مستوى العالم، لتكون بحق الأيقونة في ظل التوجيهات السديدة من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وبتوجيه ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، خاصة وأن المجلس الأعلى للمرأة استطاع أن يكون دائماً السند والعون للمرأة البحرينية منذ تأسيسه وبجهود مباركة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.

لقد استطاع المجلس الأعلى المرأة بحكمة القيادة الرشيدة من تحقيق الكثير من الإنجازات التي تدعم المرأة البحرينية خاصة ما يتعلق بالتمكين من خلال مبادرات وبرامج ومشروعات تطبق على أرض الواقع تهدف في المقام الأول والأخير إلى تعزيز دور المرأة البحرينية التي استطاعت أن تثبت وجودها ونجاحها لتؤكد على أنها شريك أساسي في بناء مملكة البحرين من خلال خطط واستراتيجيات عززت من تقدمها وريادتها في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية.

من هذا المنطلق، يقود الحديث عن نجاحات وإنجازات المرأة البحرينية إلى انطلاق الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية (2025–2026)، تحت شعار «المرأة البحرينية من التمكين والتقدم والسعي نحو الريادة»، متضمنةً 4 مجالات رئيسية والتي تعتبر أولوية العمل لعامي 2025 - 2026، وهي استقرار الأسرة، وصنع واتخاذ القرار، والمشاركة الاقتصادية، وجودة الحياة، حيث تتوزع مبادرات كل مجال على 5 محاور وهي السياسات، والموازنات المستجيبة لاحتياجات المرأة، والتوعية والتدريب، والتدقيق والرقابة، والمتابعة والتقييم.

لذلك، يتبين للقاصي والداني السعي الحثيث من المجلس الأعلى للمرأة لدعم مكتسبات المرأة البحرينية، وتوحيد الجهود الوطنية لإطلاق أفضل الخدمات والبرامج والمبادرات التي تعزز دور المرأة البحرينية خاصة ما يتعلق بتقلدها للمناصب القيادية، وفي ذات الوقت أن تشغل مواقع صنع واتخاذ القرار في مختلف الميادين، وهو ما يتحقق جلياً على أرض الواقع من خلال تولي سيدات بحرينيات فضليات مناصب وزارية وقيادية في كافة مؤسسات المملكة، ما يؤكد السعي الحثيث نحو التمكين والريادة.

ولا يفوتنا في هذا المقام الحديث عن المبادرات المحلية والإقليمية والدولية لتمكين المرأة، والتي تؤكد العمل الدؤوب للمجلس الأعلى للمرأة خاصة مع إعلان هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة والتعاون مع مملكة البحرين من خلال المجلس الأعلى للمرأة عن بدء أعمال جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة في «دورتها الثالثة»، وفتح باب التقديم والترشح للجائزة، في حين أطلق المجلس الدورة الخامسة من مبادرة «امتياز» لرائدة الأعمال البحرينية الشابة، الهادفة إلى تشجيع الطاقات والكفاءات النسائية الشابة المتميزة في مجال ريادة الأعمال، حيث يتم تسليط الضوء على إنجازات رائدات الأعمال البحرينيات.

سوف تظل المرأة البحرينية تنهل من عطاءات المجلس الأعلى للمرأة عن جدارة واستحقاق من خلال الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، وهي في ذات الوقت تواصل النجاحات والإنجازات مستمدة روح الإرادة من تاريخ المملكة العريق، لتكون الأيقونة والأنموذج لكافة سيدات العالم أجمع.