فاطمة الصديقي


مع تزايد المنافسة الدولية للوجهات السياحية أصبح من الضروري تقييم جودة الوجهات السياحية لتلبية احتياجات السياح لضمان تجربة سياحية رائعة ومميزة، وهنا تأتي أهمية مؤشرات جودة الوجهة السياحية لتحديد جاذبية الوجهات وقدرتها على استقطاب السياح وجذب الزوار إليها.

أنا شخصياً لدي معايير خاصة التي تعكس جودة الخدمات والمرافق المقدمة لوجهتي السياحية وعندي تقيمي الخاص من خلال مؤشرات مرتبطة بالزيارات السياحية التي أقوم بها والتي من خلالها يمكن تصنيف هذه الوجهة بحسب المعايير التي أعدتها وهي خمسة معايير هامة بالنسبة لي وهي أولاً، الأمان فهذا المعيار من المسلمات التي تجعل الزائر يعيش في تجربة آمنة بعيدة عن النزاعات أو الجرائم، وثانياً، البنية التحتية المتطورة التي تشمل المواصلات والاتصالات والفنادق والمطاعم وهي ضرورية لتقديم تجربة مريحة، أما المعيار الثالث فهو احترام الشعب للزائر والثقافات الأخرى، والذي يمثل الترحيب والطيبة من قبل السكان المحليين، فهو يترك انطباعاً إيجابياً، يجعل من السياحة تجربة رائعة فعلى سبيل المثال مساعدة الأهالي للسائح عند الحاجة أو الرد على تساؤلاته باحترام أو تبادل الابتسامة خاصة للعاملين في مرافق الخدمات مثل المطاعم والمقاهي والمرشدين جميعها مؤشرات هامة للترحيب واحترام السائح، ورابعاً، تنوع وجودة الأطعمة فهي بالتأكيد في غاية الأهمية توفر خيارات مناسبة وتلبي احتياجات جميع الزوار مثل الأطعمة الحلال الأطعمة الخاصة بالنباتين مع أهمية انتشار المطاعم العالمية؛ لأنها ملاذ السائح عندما يتردد عن اختيار مطعم محلي مناسب، أما المعيار الخامس فهي الأماكن السياحية الجاذبة سواء إن كانت مناطق طبيعية أو تاريخية أو ترفيهية من المهم جداً أن تدار هذه المناطق بطريقة جاذبة وسهلة الوصول إليها، فهذه المؤشرات الخمسة تحقق في وجهة نظري النجاح المستدام تساعد في تحليل نقاط القوة والضعف في الوجهات السياحية، وأيضاً تتيح لمتخذي القرار تحسين العروض السياحية وتطوير استراتيجيات تسويقية فعالة.

هذه بالنسبة إلى مؤشراتي الخاصة كأدوات قياسية تعكس رؤية شاملة لتجربة السائح، ولكن هناك مؤشرات جودة الوجهة السياحية تختلف عن تلك الخاصة من وجهة نظري بحسب بعض الدراسات البحثية منها البنية التحتية والأمان والأنشطة المتاحة والاستدامة والتكلفة والتجربة الثقافية وسهولة الوصول، هناك معايير مشتركة، ولكن هذا مقياسي لتجربة شخصية تكلل النجاح عند السفر، وهذا لا يعني بأن جميع الوجهات التي سافرت إليها تحمل المعايير الخمس الخاصة بي، ولكنها تجربة السفر تتيح للسائح تكوين معاييره الخاصة تلائمه بعيداً عن المعايير الدولية للوجهات السياحية، فكل معيار يمثل جسراً يربط بين تطلعات السائح وواقع الوجهات السياحية.

إن التركيز على الجودة في تقديم الخدمات والمرافق يسهم في خلق تجارب لا تُنسى، حيث يعيش الزوار لحظات مميزة تتجاوز مجرد الترفيه، إن جودة الوجهات السياحية ليست فقط فيما تقدمه البلد، بل في الإلهام الذي تتركه في نفوس زوارها، مما يجعلهم يعودون مرة تلو الأخرى لاستكشاف المزيد.