بقلم ـ علي إبراهيم الصباغ: أفادت دراسة أجراها علماء بريطانيون ونشرت في دورية «بريتش ميديكال جورنال»، أن أداء الدماغ البشري يبدأ في التراجع ابتداءً من سن الخامسة والأربعين، ويشمل هذا التراجع القدرة على ربط الأشياء بعضها ببعض وتراجع الأداء المعرفي ومستوى الذاكرة بشكل متفاوت.ويصل التراجع حسب نتائج الدراسة، إلى مستوى عالٍ مؤثر وملحوظ في بعض الأحيان خاصة في سن الستين، لكن المأخذ الوحيد على الدراسة إنها أغفلت نوع الدماغ البشري المقصود فيها، حيث لم تبين إن كان هذا الدماغ ـ محل الدراسة ـ لأشخاص من أوروبا أو من قارات أخرى. إذا كانت الدراسة أجريت على الأدمغة الأوروبية فهي بالتأكيد خاطئة بكل المقاييس، إذ إننا نرى أن هذه الأدمغة وبعد بلوغها سن الستين أو أكثر، عادة ما تتبوأ مناصب عليا في مختلف القطاعات خاصة في المناطق البعيدة عن أوروبا، وهي أيضاً في تزايد مستمر، حيث دائماً ما تكون هذه الأدمغة من أصحاب القرار، أو من أصحاب الحل والربط ومن يقدم الحلول الشافية لأي مشكلة تواجه الشركات أو المؤسسات التي تعمل هذه الأدمغة المميزة فيها. ولا يقف الأمر عند ذلك، بل تستمر في العطاء المبهر والمميز إلى أن تصل معظم الأحيان إلى سن السبعين أو الثمانين، ونرى أن إحالة هذه الأدمغة للتقاعد أمر صعب جداً إن لم يكن مستحيلاً، إذ لا يمكن أن تستغني شركاتنا أو مؤسساتنا المحلية عن هذا الدماغ المعطاء إلا في حالة وجود دماغ أوروبي بديل من نفس العمر ويفضل أن يزيد قليلاً. أما إذا كانت الدراسة أجريت على الأدمغة العربية عموماً أو المحلية خاصة، فإنها صحيحة بكل المقاييس، حين أن أدمغتنا يجب أن تتوقف عن العمل عند سن الستين ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نبقى على رأس العمل لما يشكله العطب الذي أصابنا نتيجة التقدم في السن من خطر على أداء العمل وتطويره، فدائماً تحتاج شركاتنا المحلية إلى تجديد الدماء وإعطاء شبابنا الفرصة للتميز والتطور. نرى أن شركاتنا أو مؤسساتنا عادة تتسابق في تقديم أفضل العروض التقاعدية الرائعة والمبكرة في أغلب الأحيان، ونستطيع من خلالها نحن أصحاب هذه الأدمغة المعطوبة، أن نعيش في رخاء وبذخ ورفاهية يحسدنا عليها أصحاب الأدمغة الأوروبية «المظلومة»، والتي تتجرع مر الحاجة أو العازة وهي لا تزال على رأس عملها في نفس هذه الشركات أو المؤسسات، فكيف إذا وصلت إلى سن التقاعد بعد التسعين أو المائة عام ؟.يجب علينا أن نفرح كثيراً بأدمغتنا وإن كانت معطوبة قبل أو بعد سن الستين وبعروض شركاتنا ومؤسساتنا التقاعدية الرائعة، فمن يرى مصائب الناس هانت عليه مصيبته.? نائب رئيس نقابة أسري