نحتاج إلى تسويق البحرين كموقع سياحي واعد ينافس بجدارة النمو السياحي الجبار للدول التي حولنا.
إذ كـشـفـت صـحـيـفـة «الـتـلـيـغـراف» أن الـبـحـريـن عـززت مـن حضورها السياحي بين دول الخليج الـعـربـي، حيث نجحت فـي تنويع مـصـادر دخلها من السياحة، حيث شهدت ارتفاعاً في الزائرين بنسبة 72% وذكر التقرير الذي تطرق لأحدث الإحصاءات الـمـتـعـلـقـة بـالـسـيـاحـة الـعـالـمـيـة والــصــادرة عن مـنـظـمـة الـسـيـاحـة الـعـالـمـيـة للأمــم الـمـتـحـدة، «نجحت دول خليجية أخــرى فـي تنويع مصادر دخلها من السياحة، حيث ارتفعت نسبة الزائرين للمملكة العربية السعودية بـ69.6%». وأكــد الـتـقـريـر أنـه رغـم حــرارة الـجـو فـي دول الخليج العربي مثل قطر، فإنها تحولت لوجهة سياحية مزدهرة حيث استقبلت ملايين السياح بـارتـفـاع بـلـغ 138% عـن عـام 2019 مـمـا يجعلها الوجهة الأسرع نـمـواً عالمياً، متفوقة على دول سياحية عالمية مثل النرويج ومالطا وموريشيوس وجامايكا بفضل التنوع في المتاحف والفنادق والمطاعم العالمي» انتهى.
ناهيك عن الإمارات وخاصة دبي نحن وسط هؤلاء (الحيتان) السياحية بإمكانياتها المالية الكبيرة، فإن نحقق وسط هذه الأجواء نمواً في قطاعنا، فذلك يحسب لنا ويبشر بالمزيد.
لدينا ميزة وهي رأس مالنا و(ييمتنا) أي طعمنا الذي بإمكانه استقطاب المستثمرين لا الرعاة، وهو تراثنا وتاريخنا، البحرين تقدم هذا المورد بأصالة بمصداقية بعمق تاريخي حقيقي، هذا ما يميز البحرين عن بقية منافسينا، لذلك علينا أن نوظفه بشكل أفضل.
خلقنا أفكاراً جميلة السنة الماضية كليالي المحرق وريترو المنامة وحتى سوق المزارعين وليالي المتاحف وغيرها.. علينا تطوير تلك الأفكار بشكل نستطيع أن نسوق لها كمشاريع استثمارية أكثر منها فعاليات جميلة تستقطب السواح فقط وقائمة على «الرعاة»، علينا أن نفكر بالاستدامة فلا تفكر الدولة بالمردود المباشر فقط لميزانيتها، بل لنخرج خارج صندوقنا باستخدام ما تهيئة الدولة من بنية تحتية وإعدادها للتسويق كمشاريع مجدية ومربحة، أرقام الزوار كواحدة من نقاط جذب الاستثمار، أي علينا توسيع نطاق التفكير إلى جعل السياحة نقطة جذب للمستثمرين، وليس فقط نقطة جذب للسواح.
لنجعل الستة شهور القادمة خاصة لتهيئة البيئة الاستثمارية في قطاع السياحة، بالتشريعات والقوانين بالإجراءات والتدابير بالتسهيلات والمحفزات، بالتمويلات البنكية .
نحتاج إلى تنويع فعالياتها عن السنة الماضية فيشعر الرواد أنهم موعودون بشكل جديد ونحن على ثقة أنها مثلما استقطبت تلك الأعداد الكبيرة ولله الحمد العام الماضي المتوقع أن تستقطب أكثر بعد أن ذاع صيتها كفعالية في دول الخليج وكذلك ريترو المنامة وسوق المزارعين وفعاليات كلها تنشط في الأجواء المعتدلة، وتكون خارجية لا في قاعات وأماكن مغلقة، لنضيف لها حتى الفعاليات الشاطئية في المحرق والزلاق وخليج البحرين في المنامة وشاطئ الجابور فالجو مازال يسمح بذلك مما يقودنا لمشروع جزر حوار الذي جهز كموقع لكن تشغيله إلى الآن غير مجدٍ ولا يتناسب مع إمكانياته وجماله وتكلفة تطويره.
نحتاج إلى «مشغلين» لجميع تلك المرافق والفعاليات نحتاج إلى مستثمرين لا رعاة وبشكل يمكنه أن يزيد من إمكانياتها الاستقطابية وبالتالي يزيد من دخلها ومساهمتها في اقتصادنا، فذلك من أهم القطاعات غير النفطية التي بإمكانها أن تنقلنا إلى مصاف آخر. نصف السنة القادمة وسيعتدل الجو من أكتوبر إلى أبريل والمفروض أن يبدأ موسم سياحي حافل يستهدف فئات غير فئات السياحة الصيفية المرتبطين بعطلات المدارس، فهناك سياحة العطل الأسبوعية وسياحة العطل في دول الجوار وفقاً لرزنامتهم، وهناك فئات لم ننجح في استقطابها بالعدد المطلوب وهم فئة السياحة الجماعية (القروبات).
جونا المعتدل في المرحلة القادمة يعتبر صيفاً معتدلاً بالنسبة لبعض المناطق بمعنى حتى المرافق السياحية البحرية والشاطئية مازالت بإمكانها استقطاب تلك الفئة، الخلاصة أنها فرصتنا لرفع نسبة مساهمة قطاع السياحة في اقتصادنا فقط علينا أن نوسع صندوقنا وأفكارنا خارج ذلك الصندوق.