بكين - (أ ف ب): خلف شي جينبينغ أمس هو جينتاو على رأس الحزب الشيوعي الصيني وأصبح بالتالي رئيساً للصين، الدولة الكبرى ذات نظام الحزب الواحد والتي تجتاز مرحلة تحولات كبرى وتواجه تحديات عدة أبرزها الإصلاح ومحاربة الفساد، وهي مواجهة سيكون للرئيس الجديد الدور الأكبر في قيادتها. وفور تعيينه في هذا المنصب خرج الزعيم الجديد أمام الصحافة العالمية برفقة المجموعة القيادية الجديدة التي تضم إليه 6 أشخاص آخرين يشكلون سوياً "القيادة الجماعية” التي ستتولى حكم الصين خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة والتي كان تعيينها مدار مناقشات مكثفة خلال المؤتمر الثامن عشر للحزب. وأمام عدسات المصورين والصحافيين الآتين من العالم أجمع اعتلى شي منصة قصر الشعب وخلفه سار القادة الستة الآخرون الذين يشكلون "اللجنة الدائمة” للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني.وألقى شي خطاباً مقتضباً حذر فيه من أنه والفريق القيادي الجديد أمام "مسؤوليات هائلة”، مقراً أيضاً بأن الحزب الشيوعي يواجه "تحديات كبرى” أحدها الفساد. وأضاف أن القادة الجدد للبلاد سيعملون من اًجل "ضمان حياة أفضل” للشعب. وخلافاً لما درجت عليه العادة، لم يرد في خطاب شي أي إشارة إلى أسلافه أو أي من المجاملات المعهودة، مما أثار ترحيب قسم من مستخدمي الإنترنت في الصين وكتب أحدهم معلقاً "منذ زمن طويل لم نسمع خطاباً مباشراً كهذا وليس خطاباً سياسياً خشبياً ومتكلفاً”.ومع تشكيل الإدارة الجديدة للحزب الشيوعي الحاكم في الصين منذ عام 1949، انتهت أعمال المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي في الصين. وطغت على المؤتمر قضايا فساد واستغلال سلطة أبطالها أعضاء قياديون في الحزب ومسؤولون بارزون في الدولة. وصباح أمس اجتمعت اللجنة المركزية الجديدة للحزب، المكونة من 205 أعضاء تم انتخابهم خلال المؤتمر العام، وانتخبت أعضاء المكتب السياسي الجديد المكون من 25 عضواً تقريباً. وهذا المكتب السياسي هو الذي انتخب أعضاء "اللجنة الدائمة” التي خفض عدد أعضائها من 9 إلى 7 بينهم شي الذي سيتولى رئاسة الحزب والدولة لولاية أولى من 5 سنوات تليها كما العادة ولاية ثانية من 5 سنوات أخرى.وفي أول رد فعل من طوكيو، أعربت وزارة خارجية اليابان عن "أملها” في إقامة علاقات "مفيدة للجانبين” مع الإدارة الجديدة للصين. كما وجه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون "تهنئته الحارة” إلى شي جينبينغ، وأضاف أن كوريا الشمالية والصين "تربط بينهما الجبال والأنهار نفسها”، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية للنظام الشيوعي. وفي خطاب ألقاه الرئيس المنتهية ولايته هو جينتاو دعا السلف خلفه إلى "تنظيف” البيت الصيني المنخور بالفساد، وقال "إذا فشلنا في معالجة هذه المسألة بالشكل الصحيح قد يشكل هذا الفشل نكبة لحزبنا وربما يؤدي إلى انهياره وانهيار الدولة”.ومن المنتظر أن يخلف نائب رئيس الوزراء الصيني كي كيكيانغ الذي أصبح ثاني أكبر قيادي في الصين بعد شي جينبينغ، في الحزب الشيوعي وين جياباو في منصبه وسيحل محله في مارس المقبل في منصب رئيس الوزراء.