ابتكر فريق بحثي من جامعة كورنيل الأمريكية تقنية جديدة تستخدم البصمة الضوئية لمحاربة التزييف العميق (Deepfakes)، في خطوة تهدف لتعزيز مصداقية المحتوى المرئي ومكافحة التلاعب بالفيديوهات في المجالات السياسية والإعلامية والقضائية.
اعتمد على الإضاءة بدل العلامات المائية الرقمية
استبدل الباحثون الطرق التقليدية، التي تعتمد على العلامات المائية الرقمية أو البيانات الوصفية، بأسلوب أكثر أمانًا يقوم على زرع رمز ضوئي غير مرئي للعين البشرية أثناء التصوير، وعدل النظام إضاءة المشهد عبر مصدر ضوء مزود بوحدة تحكم صغيرة، ترسل إشارات ضوئية عشوائية تُسجل في كل إطار من الفيديو، ما يتيح لاحقًا استخراج النمط الأصلي ومقارنته لكشف أي تعديل أو تزييف.
أربك محاولات المزيفين بإشارات متعددة
وظف النظام إمكانية إرسال رموز ضوئية متعددة من أكثر من مصدر إضاءة في المكان ذاته، مما أربك أي محاولة لإعادة إنتاج جميع الإشارات بدقة، خاصة مع تغير الظلال وحركة الإطارات، وهو ما عقّد مهمة صانعي الفيديوهات المزيفة.
عزز مصداقية المحتوى في البيئات الحساسة
وفر النظام آلية تحقق داخلية لا يمكن نزعها أو التلاعب بها بسهولة، مما جعلها مثالية للتطبيق في المؤتمرات الصحفية، المقابلات السياسية، وجلسات المحاكم، حيث تمثل المصداقية عنصرًا أساسيًا.
واجه التحديات ووسع إمكانيات الاستخدام
تغلب النظام على العديد من قيود العلامات المائية التقليدية، لكنه ما زال يواجه تحديات مثل صعوبة الاستخدام في البيئات الخارجية أو الإضاءة المعقدة، وأدمج الباحثون التقنية مع حلول أخرى مثل سجلات التوقيت الزمني والفحص الجنائي الرقمي، لتعزيز القدرة على كشف التزييف العميق من لحظة التصوير.
طبق التقنية دون تغيير الكاميرات
استفد من بساطة التنفيذ، إذ لا يتطلب النظام استبدال الكاميرات الحالية، بل فقط ركب وحدة تحكم صغيرة بحجم طابع البريد داخل الإضاءة، مما سهل على غرف الأخبار، الجهات الرسمية، والمنصات الإعلامية تبني التقنية دون تكاليف كبيرة، وبهذا النهج، خطت جامعة كورنيل خطوة مهمة نحو تعزيز أمان المحتوى الرقمي، ورفعت مستوى صعوبة عمليات التزييف العميق، مما منح الإعلام وصناع القرار أداة إضافية للحفاظ على الثقة والمصداقية.