نشهد هذه الأيام، من بعد طلوع سهيل في 24 أغسطس، زيادة في الرطوبة النسبية؛ فعلى سبيل المثال زاد متوسط الرطوبة النسبية في اليوم التالي عن السابق له بمقدار 25%، واليوم الذي يليه زادت الرطوبة النسبية عن اليوم الذي يليه بمقدار 50%، ثم توقفت الزيادة لتكون بنفس اليوم الذي سبقه، ورطوبة هذا المساء "28 أغسطس" تساوي 67%، ونقطة الندى 28° م، ودرجة الحرارة 34° م، ودرجة الحرارة المحسوسة 47° م – أي رغم اننا في المساء إلى أن الشخص يشعر وكأن الشمس تحيط به بسبب إشعاع بخار الماء للحرارة التي امتصها طوال سقوط أشعة الشمس على أراضي البحرين؛ فبخار الماء هو غاز حابس للحرارة – أي من غازات الاحتباس الحراري.

وحقيقة، عند بلوغ نقطة الندى، وهي النقطة التي يحدث عندها التكثف على الأسطح التي وصلت حرارتها 28°م، هو مؤشر سئ لحالة الطقس وتشعر الفرد بالإجهاد، لذا يفضل البقاء في مكان مكيف؛ فالتكييف يقلل من الرطوبة فنشعر بالارتياح.

إن الخالق عز وجل جعل هذا البلد الطيب "مملكة البحرين" جزيرة صغيرة المساحة، وتقريبا تتوسط الخليج العربي الدافئ الذي تصل متوسط حرارته 32°م صيفا، وهذا هو قدرنا، ونحن نتحمل هذا الطقس من زمن أجدادنا دون ضجر وإنما نتلقاه بوجوه باسمة وبنفس صابرة راضية بما قدره الله لها، ونعلم أنه سيأتي بعدها شهور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر ويناير وفبراير ومارس وأبريل إلى مايو، وهي شهور بدرجات حرارة معتدلة نسبياً. ويبقى السؤال الذي يردده الناس، هل للرطوبة فوائد، والجواب نعم، حتى وإن كانت أقل من الأضرار، ومن أبرزها التالي:

- فوائد بيئية وطبيعية:

1. الحفاظ على حياة الكائنات الحية؛ فالرطوبة الجوية هي مصدر مهم للماء للنباتات (خصوصًا في المناطق الجافة) من خلال امتصاص قطرات الندى أو بخار الماء.

2. تكوين السحب والأمطار؛ فبخار الماء هو المادة الأساسية لتشكيل السحب، وبالتالي هو المسؤول عن دورة المياه ونزول المطر.

3. تقليل تبخر المياه السطحية؛ فارتفاع الرطوبة يقلل من سرعة تبخر المياه من التربة، مما يساعد على حفظها فترة أطول، وزراعتها دون الحاجة للسقي، وبالتالي تقلل من الحاجة لسقي النباتات وبذلك يقل استهلاك الماء وتقل رسومه.

4. تنظيم حرارة الأرض؛ فبخار الماء من أهم الغازات الدفيئة الطبيعية، فهو يحتفظ بجزء من حرارة الأرض ليلاً، مما يمنع التفاوت الحراري الكبير بين الليل والنهار، فتقل الأمراض ( وعكة سهيل)، مالم يتنقل الشخص من منطقة رطبة جداً إلى تكييف شديد، فهذا تصرف يجب الانتباه له.

- فوائد صحية للإنسان:

1. ترطيب الجهاز التنفسي؛ فالرطوبة المناسبة (40–60%) تساعد على منع جفاف الأغشية المخاطية، وتقلل من تهيّج الأنف والحلق.

2. الحفاظ على البشرة؛ فالرطوبة تقلل من جفاف وتشقق الجلد، وتقلل من تجاعيد الوجه، وجفاف الشفتين، وربما لاحظ أخصائيي الأمراض الجلدية قلة التجاعيد في وجوه أهل البحرين.

3. تقليل انتشار بعض الفيروسات؛ فتشير بعض الدراسات إلى أن فيروسات الجهاز التنفسي (مثل الإنفلونزا) تنتشر أسرع في الهواء الجاف مقارنة بالجو الرطب المعتدل، ولاحظنا ذلك في أيام محنة وباء الكورونا.

- فوائد مناخية وزراعية:

1. تحسين نمو النباتات؛ فالنباتات والأعشاب البرية والنخيل تحتاج إلى مستوى معين من الرطوبة الجوية لتقليل فقدان الماء من خلال النتح.

2. حماية التربة؛ فالرطوبة تساعد على تكوين الندى الذي يمد التربة بكمية إضافية من الماء، خصوصًا في الصحاري والسواحل.

3. تلطيف الجو؛ فعندما يتبخر الماء من المسطحات المائية أو النباتات، فإنه يبرد الجو بشكل طبيعي، وهو مريح للطيور والكائنات الأخرى.

- نصائح للتعامل مع الجو الرطب

* شرب كميات كافية من الماء بانتظام.

* ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة.

* الحد من الأنشطة البدنية الشاقة في الأماكن المفتوحة خلال فترات الذروة الحرارية.

* استخدام أجهزة التكييف ومزيلات الرطوبة لتبريد الهواء وتجفيفه في الأماكن المغلقة.

* الاستحمام بالماء البارد.

* أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة الخليج العربي