«شات جي بي تي» أداة شائعة في عصرنا الحاضر للبحث عن المعلومات والنصائح لمجالات كثيرة لما يتميز لسرعة الوصول للمعلومات، وقد تكون هذه المعلومات دقيقة وأحياناً غير موثوقة وخاصة فيما يتعلق بالمعلومات ذات الجانب الصحي قد تؤدي نصيحة غير صحيحة إلى تفاقم المشكلات الصحية بدلاً من حلها.
البعض يعتمد على «شات جي بي تي» اعتماداً كلياً قد يقلل من قدرة الأفراد على التفكير والتحليل عندما يصبح الأفراد معتمدين على أداة واحدة للحصول على المعلومات، فإنهم قد يفقدون القدرة على تقييم المعلومات بشكل مستقل، وهذا يعد خطراً خاصة في عصر تتزايد فيه المعلومات المضللة، كما أن هناك بعداً آخر متعلق بالصحة النفسية لمستخدم الأنظمة الذكية.
البعض يتعلق بالـ«شات جي بي تي» بطريقة مهووسة كأنه كيان حي ملم بأدق التفاصيل للحياة التي نعيشها فنسمع عن حالة طلاق بسبب نصائح « شات حي بي تي» وحالة انتحار مراهق بسبب توجيهات « شات جي بي تي « في تيسير الطريقة المثلى للانتحار وبعض الاستشارات في غير محلها.
والدا المراهق المنتحر رفعا قضية على «شات جي بي تي» بسبب مساعدة ولدهم على الانتحار، ذلك أن المراهق تحدث مع «شات جي بي تي» لعدة أشهر عن أفكاره الانتحارية، ولكن دون أن تحاول الأنظمة الذكية ردعه عن هذه الفكرة وقد قدم «شات جي بي تي» مجموعة من النصائح عن أفضل أساليب الانتحار وكيفية سرقة الكحول وإخفاء الأدلة والكثير من المحادثات التي كانت واضحة بأن المراهق كان يعاني من أزمة نفسية جاء إلى تقنية وأحب التواصل الفعال الذي يرضيه، وكانت الفاجعة انتحار هذا المراهق.
يجد البعض البوح والتعبير عن المشاعر قد يكون أكثر فعالية عند التحدث مع «شات جي بي تي» من التحدث مع أشخاص مقربين أو مستشارين نفسيين، حيث توفر هذه التقنية مستمعاً ومتواجداً على مدار الساعة، مما يساعد الأفراد على مشاركة أفكارهم ومشاعرهم بحرية ودون خوف من الحكم، إلا أنهم يتجاهلون أهمية العلاج النفسي التقليدي الذي يقدمه مختصون مدركون للمخاطر المحتملة لبعض الأفكار، مثل الأفكار الانتحارية، ذلك تتطلب تفعيل القدرة على تقديم النصائح الضرورية والإشارات التحذيرية لهذه التقنيات، وينبغي أن تكون الأنظمة الذكية قادرة على التعرف على سلوكيات وأفكار تنذر بالخطر، مثل التعبير عن اليأس أو التفكير في إيذاء النفس، وأن تتخذ خطوات مناسبة، مثل الإحالة إلى مختصين أو توجيه المستخدمين إلى الموارد المتاحة للدعم.
ومع ذلك، يجب أن ندرك أن النصائح المقدمة من الأنظمة الذكية لا يمكن أن تحل محل التفاعل البشري العميق الذي يقدمه المعالجون النفسيون، فالعلاج النفسي التقليدي يوفر مستوى من التعاطف والفهم الذي لا يمكن للتقنيات الحديثة تحقيقه بشكل كامل، لذا، من المهم أن يتوازن الأفراد بين استخدام هذه التقنيات والدعم البشري المتخصص، إضافة إلى ذلك، ينبغي تعزيز الوعي في المجتمع وبين المراهقين حول كيفية استخدام «شات جي بي تي» والأنظمة الذكية بشكل مسؤول، يمكن أن تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي أدوات قيمة، لكن يجب استخدامها بحذر خاصة عندما تكون هناك مخاوف حقيقية تتعلق بالصحة النفسية.