الهوس بالشراء الإلكتروني والخصومات البراقة هو ما يجعل المنصة الإلكترونية -مثل «شي إن» وغيرها العديد من المنصات- جذابة بالنسبة لي وللكثيرين.

إلا أن الحقيقة قد تكون صادمة حين نكتشف أننا وقعنا فريسة لخصومات زائفة.

كلامي هنا ليس افتراءً أو من نسج الخيال، ولكنه مبني على حقائق قد نميل أحياناً إلى التغاضي عنها. فمؤخراً كشفت السلطات الفرنسية أن 57% من الخصومات المُعلنة لم تكن حقيقية، و19% منها أقل من المُعلن، بينما 11% كانت في الواقع زيادة في الأسعار. وقد فُرضت غرامة مالية كبيرة على الشركة نتيجة هذه الممارسات، ما يجعلنا نفكر بجدية في مسألة الشفافية عند التسوق.

هذه النسب ليست مجرد أرقام، بل دافع لإعادة التفكير بجدية أكبر وتنشيط الوعي الشرائي الذي قد ينجرف أحياناً بلا توقف، فتزداد معه رغبتنا في اقتناء ما لا نحتاجه.

أليس من الحكمة أن نتريث قبل الضغط على زر الشراء، سواء من «شي إن» أو أي منصة إلكترونية أخرى، فليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل ما يُروّج له صادقاً.

المهم من الآن فصاعداً أن نتأمل في عادات الشراء التي باتت تسيطر على عقول الكثيرين. والسؤال الذي يطرح نفسه: كم من تلك المنتجات المغرية استخدمناها فعلياً؟ وهل حقاً استفدنا منها، أم أنها بقيت حبيسة الرفوف والخزائن على أمل أن يأتي يوم نستخدمها فيه؟

فقبل أن ننجرف وراء الخصومات البراقة، يكفي أن نتوقف لحظة ونسأل: هل نحتاج حقاً لما نشتريه؟ فالوعي البسيط قد يكون أقوى صفقة نحصل عليها.