تزايدت المخاوف حول الاعتماد على روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الدعم النفسي، خصوصًا بعد ربطها بحوادث صادمة تضمنت حالات انتحار وقتل، ورغم أن كثيرين يلجؤون إلى أدوات مثل "شات جي بي تي" للحصول على استشارات عاطفية أو نفسية بسبب صعوبة الوصول إلى مختصين أو ارتفاع تكلفتهم، إلا أن الخبراء يحذرون من أن المخاطر تفوق الفوائد بكثير.

1- دائرة مغلقة تمنح وهمًا بالعلاج

تشير دراسات حديثة إلى أن محادثات الدعم النفسي مع روبوتات الدردشة قد تتحول إلى حلقة مفرغة، إذ يميل المستخدمون إلى "تأنيس" الذكاء الاصطناعي، أي نسب صفات بشرية إليه، مما يعزز ارتباطهم به عاطفيًا، ومع وجود التحيز التأكيدي أي ميل الشخص لتصديق ما يتفق مع قناعاته تتحول الردود إلى انعكاس لمخاوف وأفكار سلبية، مما يزيد من ترسيخ الأوهام بدلاً من علاجها.

2- فشل في المحادثات الطويلة والمعقدة

يعتمد العلاج النفسي على تواصل عميق ومتكرر، وهو ما لا يجيده "شات جي بي تي" ولا غيره من الروبوتات، وحتى شركة "OpenAI" أقرت بأن أنظمتها تعمل بشكل أفضل في التبادلات القصيرة، بينما تتراجع دقة وكفاءة الردود في المحادثات الطويلة، ويفتقد الذكاء الاصطناعي إلى ما يُعرف بـ "نظرية العقل"، أي القدرة على فهم السياق النفسي للشخص كما يفعل المعالج البشري.

3- المراهقون والفئات الهشة الأكثر عرضة للخطر

المراهقون أو الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية يصبحون أكثر عرضة لتفسير ردود الروبوت على أنها تعاطف إنساني حقيقي، وهذا الخلط قد يؤدي إلى الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي كمصدر وحيد للدعم، وتشير بيانات متخصصة إلى أن بعض المراهقين يقضون ساعات طويلة في محادثات قد تحمل طابعًا عاطفيًا أو حتى جنسيًا مع روبوتات الدردشة، وهو أمر يثير قلق الأطباء النفسيين بشدة.

4- بدائل أكثر أمانًا للدعم النفسي

يؤكد المختصون أن البحث عن مساعدة من أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو المستشارين في المدارس يبقى الخيار الأكثر أمانًا، وفي حال تعذر ذلك، قد توفر المجتمعات الإلكترونية الآمنة مساحات للتعبير والدعم، شرط أن يظل الشخص مرتبطًا بدائرة من العلاقات الواقعية الصحية، كما أن أنشطة مثل الكتابة والتعبير عن الذات يمكن أن تساعد في التخفيف من الضغوط النفسية بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي.

موضوعات متعلقة

تقنية أمريكية جديدة تحارب الفيديوهات المزيفة عبر الإضاءة الذكية

ثورة الروبوتات.. الكشف عن "كوزموس ريزن" الذي يفهم العالم المادي