في السنوات الأخيرة، أصبح الابتعاد عن الجلوتين اتجاهًا غذائيًا شائعًا، سواء لأسباب صحية أو بدافع اتباع نمط حياة أكثر توازنًا، فهو بروتين يوجد بشكل طبيعي في القمح والشعير والشوفان، وقد يؤدي لدى بعض الأشخاص إلى مشكلات في الهضم أو استجابات مناعية مثل الداء البطني (السيلياك)، لكن حتى من لا يعانون من حساسية أو تحسس، قد يلاحظون تغيرات في أجسامهم عند التوقف عن تناول الجلوتين، وهذا ما سنرصده في السطور التالية.

ماذا يحدث لجسمك عند ترك الجلوتين؟

عند التوقف عن تناول الجلوتين، يبدأ الجهاز الهضمي بالتخلص من الالتهابات والتهيج الناتج عن تحسّس الجسم لهذا البروتين، خاصة لدى من يعانون من حساسية الجلوتين أو مرض السيلياك، ويشعر كثيرون بخفة في المعدة، انخفاض الانتفاخ، وتحسن عملية الهضم.

كما أن بعض الأشخاص يلاحظون زيادة في مستوى الطاقة وتحسّن القدرة على التركيز، مع تراجع الشعور الدائم بالإرهاق، كذلك، قد تقل آلام المفاصل والمشكلات الجلدية المرتبطة بالتحسس الغذائي.

ما هي فوائد الامتناع عن الجلوتين؟

فوائد الابتعاد عن الجلوتين واضحة لدى من لديهم حساسية أو عدم تحمل له، إذ يخفف من مشاكل المعدة المزمنة، الإسهال أو الإمساك، والغازات.

كما قد يقلل من الالتهابات في الجسم، مما ينعكس على مرونة الحركة وصحة الجلد.

أما للأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من تحسس، فالفائدة قد تكون محدودة، وربما لا يلاحظون تغيرًا كبيرًا إلا إذا تزامن ترك الجلوتين مع تحسين النظام الغذائي بشكل عام.

هل الخبز بدون جلوتين صحي؟

الخبز الخالي من الجلوتين ليس بالضرورة خيارًا صحيًا دائمًا، ففي كثير من الأحيان، يتم تعويض القمح بمواد نشوية أقل في الألياف وأكثر في السعرات، مما قد يؤدي لزيادة الوزن أو نقص بعض المغذيات.

لذلك، إذا اخترت هذا النوع من الخبز، تأكد من أنه مصنوع من حبوب كاملة وخالٍ من الإضافات الصناعية والسكر الزائد.

هل العدس يحتوي على الجلوتين؟

العدس بطبيعته خالٍ من الجلوتين، ما يجعله خيارًا ممتازًا للأشخاص الذين يتجنبون هذا البروتين.

ومع ذلك، قد يتلوث العدس بالجلوتين أثناء عمليات الحصاد أو التعبئة إذا كان في بيئة تحتوي على القمح أو الشعير، لذلك يفضل شراء العدس المعبأ والموسوم بعبارة "خالٍ من الجلوتين" لضمان السلامة.

الأطعمة الخالية من الجلوتين

الأطعمة الطبيعية الخالية من الجلوتين تشمل:

- الفواكه والخضروات الطازجة.

- اللحوم والدواجن والأسماك غير المصنعة.

- الأرز، الذرة، الكينوا، الحنطة السوداء.

- البقوليات كالعدس والفاصوليا.

- المكسرات والبذور.

أما المنتجات المعلبة أو المعالجة، فيجب التحقق من الملصق الغذائي للتأكد من خلوها من الجلوتين.

في النهاية، ترك الجلوتين قد يحمل فوائد ملحوظة لمن يعانون من حساسية أو تحسس تجاهه، بينما قد لا يكون ضروريًا أو مفيدًا للجميع، فالأهم هو الاستماع للجسم، ومراقبة التغيرات، واستشارة مختص تغذية قبل اتخاذ قرارات غذائية جذرية، لضمان توازن النظام الغذائي وصحة أفضل على المدى الطويل.