ازداد الحديث عن مقاومة الأنسولين ومرض السكري في السنوات الأخيرة، مع تزايد معدلات الإصابة بهما نتيجة تغير أنماط الحياة وزيادة معدلات السمنة، وعلى الرغم من ارتباط الحالتين ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، فإن الفرق بينهما قد لا يكون واضحًا للكثيرين، وهو ما يجعل التشخيص المبكر والتعامل الصحيح أمرًا بالغ الأهمية.

هل مقاومة الأنسولين هي نفسها مرض السكري؟

لا، فمقاومة الأنسولين هي مرحلة مبكرة يواجه فيها الجسم صعوبة في الاستجابة لهرمون الأنسولين، ما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم.

أما مرض السكري من النوع الثاني فهو المرحلة المتقدمة من هذه المشكلة، حيث يصبح البنكرياس غير قادر على إنتاج كمية كافية من الأنسولين أو تفشل الخلايا في استخدامه بكفاءة، ما يؤدي إلى ارتفاع مزمن في سكر الدم.

متى تتحول مقاومة الأنسولين إلى سكر؟

تتطور مقاومة الأنسولين إلى مرض السكري إذا استمرت مستويات الجلوكوز مرتفعة لفترة طويلة دون تدخل، سواء عبر تعديل النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة أو فقدان الوزن.

قد يحدث التحول خلال عدة سنوات إذا لم يتم التعامل مع المشكلة، خصوصًا لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.

كيف تعرف أنك تعاني من مقاومة الأنسولين أو مرض السكري؟

يتم تشخيص مقاومة الأنسولين غالبًا عبر تحاليل الدم الخاصة بمستوى الأنسولين والجلوكوز، إلى جانب مؤشرات مثل محيط الخصر ونسبة الدهون في الجسم.

أما مرض السكري فيُكتشف غالبًا من خلال قياس مستويات السكر الصائم، أو فحص السكر التراكمي، أو تحاليل السكر بعد الأكل بساعتين.

كما أن الأعراض مثل العطش المفرط، التبول المتكرر، وزيادة التعب قد تشير إلى وجود المرض، لكن لا يمكن الاعتماد عليها وحدها.

هل السكر التراكمي يدل على مقاومة الأنسولين؟

يقيس السكر التراكمي متوسط مستوى الجلوكوز في الدم خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وهو أداة أساسية لتشخيص مرض السكري ومتابعته.

لكن هذا الفحص لا يكشف مقاومة الأنسولين بشكل مباشر، إذ قد تكون لديك مقاومة أنسولين مع سكر تراكمي طبيعي، خصوصًا في المراحل المبكرة.

أعراض مقاومة الأنسولين

تُعد مقاومة الأنسولين من الحالات الصامتة التي قد لا تظهر لها أعراض واضحة في البداية، لكن بعض العلامات قد تشير إليها، منها:

- زيادة الوزن خاصة في منطقة البطن.

- الشعور بالتعب بعد تناول وجبات غنية بالكربوهيدرات.

- صعوبة في فقدان الوزن رغم اتباع حمية غذائية.

- اسمرار مناطق معينة من الجلد مثل الرقبة أو الإبطين (الشواك الأسود).

في الختام، يعد فهم الفرق بين مقاومة الأنسولين ومرض السكري أمرًا ضروريًا للوقاية والتعامل مع أي خلل في تنظيم سكر الدم، فالوعي، والكشف المبكر، واتباع نظام غذائي صحي مع النشاط البدني المنتظم، هي مفاتيح الوقاية من تحول مقاومة الأنسولين إلى مرض مزمن يصعب التحكم به.