على مدى ما يقرب من خمسة وعشرين عاماً، لعب المجلس الأعلى للمرأة، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، دوراً محورياً في تعزيز مكانة المرأة البحرينية وتوسيع مشاركتها في مختلف مجالات الحياة.

منذ تأسيسه، اعتمد المجلس نهجاً استراتيجياً قائماً على المساواة وتكافؤ الفرص، سعياً إلى تمكين المرأة بوصفها شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية الوطنية، وهو ما انعكس بوضوح في الإنجازات المحققة على الصعيدين المحلي والدولي.

المبادرات التي يطلقها المجلس تجسد هذا التوجه؛ إذ تعكس فكراً متجدداً ورؤية قيادية واعية تنتهجها سمو الأميرة سبيكة، في العمل من أجل تقدم الوطن والمرأة معاً.

بالأمس تشرفت بحضور المؤتمر الصحفي المعني بإطلاق الدورة الرابعة من جائزة المغفور لها صاحبة السمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة طيب الله ثراها، للعمل الشبابي التطوعي، كإحدى المبادرات الرائدة التي تحمل بعداً إنسانياً ووطنياً عميقاً.

تأتي هذه الجائزة تخليداً لذكرى صاحبة السمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة، رحمها الله، التي عُرفت بعطائها السخي ودعمها اللامحدود لمجتمعها، حيث تركت أثراً خالداً في ميادين الخير والإنسانية.

ما يميز الجائزة مثلما أوضحت سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة عضو المجلس الأعلى للمرأة رئيسة لجنة الجائزة خلال المؤتمر، أنها موجهة نحو فئة الشباب، حيث تهدف إلى تحفيزهم على الإبداع والابتكار في مجالات العمل التطوعي، وهو ما يعكس وعياً بأهمية تعزيز ثقافة التطوع كمكون أساسي في بناء المجتمع، وتنمية الحس الوطني والانتماء لدى الجيل القادم.

هذه المبادرة تمثل استثماراً في طاقات الشباب، وتشجيعاً لهم ليكونوا عناصر فاعلة في تطوير المجتمع ونقل قيم التعاون والمسؤولية إلى أجيال المستقبل.

بيد أن هذا التوجه لا يقتصر على إبراز الطاقات الشبابية، بل يسهم كذلك في بناء مجتمع متماسك يقوم على أسس العطاء والمبادرة والمسؤولية المشتركة.

ونقول هنا أن الحمد لله، إذ جيل اليوم، بفضل هذه الرؤية، يُعدُّ أكثر وعياً بضرورة المشاركة في خدمة الوطن، وأكثر قدرة على تحويل الأفكار التطوعية إلى مشروعات تنموية ملموسة.

المجلس الأعلى للمرأة يؤكد دوماً من خلال برامجه المستمرة، أن تمكين المرأة لا ينفصل عن دعم النسيج المجتمعي الأوسع، بما في ذلك الشباب، عبر ترسيخ قيم العمل التطوعي وتعزيز ثقافة الانتماء.

بهذا النهج، يواصل المجلس أداء رسالته بوصفه مؤسسة وطنية رائدة تستلهم رؤيتها من قيادة سمو الأميرة سبيكة، وتواصل المساهمة في تحقيق طموحات البحرين المستقبلية.