المتأمل لواقعنا اليومي يدرك أن العمل التطوعي أصبح يمثل ركيزة أساسية لأي مجتمع يسعى للنهوض والتماسك، وليس مجرد نشاط جانبي أو ترف اجتماعي يمارس في أوقات الفراغ، ولأن الشباب هم أمل الغد فإن لهم الدور الأهم في هذا الجانب بما يملكونه من طاقة قادرة على تحويل هذا العمل إلى فعل مؤثر، يتجاوز حدود المساعدة التقليدية ليصل إلى الإبداع وصناعة الفارق.
مناسبة حديثي هو اللقاء الخاص نظمه المجلس الأعلى للمرأة، بمناسبة إطلاق النسخة الرابعة من جائزة صاحبة السمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة للعمل الشبابي التطوعي، والتي أطلقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة عام 2010، تخليداً لدور وعطاء المغفور لها صاحبة السمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة في دعم مجالات العمل الخيري والتطوعي والاجتماعي ومؤسساته المدنية، وفي العام 2011؛ أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الأمر الملكي رقم (15) للعام 2011، بإنشاء الجائزة.
الجائزة، وعلى مدى دوراتها الثلاث الماضية مثلت إحدى المبادرات المهمة في مجال دعم وتعزيز روح العمل التطوعي وتشجيع الشباب على الإبداع والتميز في خدمة المجتمع في مملكة البحرين، والحد من التراجع في انخراط الشباب بالعمل التطوعي، أو حصره في نطاق ضيق لا يعكس حجم طاقاتهم وإمكاناتهم.
فكرة الجائزة وفلسفتها تقوم على اختيار أفضل إنجاز لعمل تطوعي فردي أو جماعي، في أي من مجالات العمل الخيري أو الاجتماعي، وتمنح لأفضل عملين في كلا الفئتين، حيث تهدف إلى المساهمة في تقوية مجالات العمل التطوعي لدى الشباب البحريني من الجنسين، وتشجيعهم على المبادرة والإبداع.
ولا شك؛ فإن أهمية العمل الاجتماعي التطوعي للشباب تظهر بما يحققه من نتائج كثيرة لدى الشباب من خلال تعزيز الانتماء الوطني، وتنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية العلمية والعملية من خلال مشاركتهم في أنشطة المجتمع المختلفة وإعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة وإبداء الحلول لها.
إن ما يميز جائزة صاحبة السمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة للعمل الشبابي التطوعي، أنها جاءت لتعكس رؤية راسخة تبنتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، في جعل الشباب شريكاً أساسياً في صناعة مستقبل الوطن عبر العمل التطوعي.
اليوم أصبحت هذه الجائزة، بفضل القائمين عليها، منصة وطنية تبرز إبداعات الشباب وتترجم قيم العطاء والإيثار إلى مشاريع حقيقية تعود بالنفع على المجتمع، لذلك فإن استمرار هذه المبادرة يرسخ مكانة البحرين كبيئة داعمة للعمل التطوعي، ويؤكد أن الرهان على طاقات الشباب هو رهان على حاضر الوطن ومستقبله.