تُعتبر البوليميا أو ما يُعرف بالشره العصبي من أكثر اضطرابات الأكل انتشارًا بين النساء، خصوصًا في سن المراهقة وبداية الشباب، هذا الاضطراب لا يقتصر أثره على الصحة النفسية فقط، بل يمتد ليؤثر على الجسد بشكل مباشر، وعلى القدرة الإنجابية، وحتى على مسار الحمل وصحة الجنين.

ما هي أضرار البوليميا؟

البوليميا ليست مجرد اضطراب غذائي عابر، بل تؤثر على عدة أجهزة حيوية في الجسم، ومن أبرز أضرارها:

- ضعف الأسنان وتآكلها بسبب القيء المتكرر.

- التهابات الحلق والمريء نتيجة الأحماض المعدية.

- اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الارتجاع.

- الجفاف الشديد وعدم توازن الأملاح في الجسم، مما قد يهدد القلب.

- تقلبات المزاج والاكتئاب والشعور المستمر بالذنب تجاه الطعام.

قد تتضاعف هذه الأضرار مع الوقت إذا لم يتم التدخل العلاجي المناسب.

هل البوليميا تسبب السرطان؟

لا توجد علاقة مباشرة بين البوليميا والإصابة بالسرطان، ولكن المضاعفات المستمرة الناتجة عن التقيؤ المتكرر وتهيج بطانة المريء قد ترفع احتمالية حدوث مشكلات خطيرة على المدى الطويل.

فالتعرض المستمر لأحماض المعدة قد يؤدي إلى التهابات مزمنة وربما تغيّرات في أنسجة المريء.

ورغم أن هذا لا يعني أن كل مريضة بالبوليميا معرضة للسرطان، إلا أن الإهمال في العلاج يزيد من المخاطر الصحية.

هل البوليميا تنحف؟

واحدة من المعتقدات الخاطئة المنتشرة هي أن البوليميا وسيلة فعالة لفقدان الوزن.

في الواقع، قد يظهر البعض بوزن طبيعي أو حتى زائد، لأن الجسم في كثير من الحالات يحتفظ بالسعرات الحرارية رغم محاولات التخلص منها.

لا تحقق البوليميا "نحافة صحية" بل تؤدي إلى إرهاق الجسد ونقص العناصر الغذائية الأساسية، وهو ما ينعكس سلبًا على الشكل العام والصحة الداخلية.

أسباب مرض البوليميا

البوليميا ليست نتيجة سبب واحد فقط، بل هي حصيلة مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها:

- ضغوط نفسية مرتبطة بصورة الجسد وانعدام الثقة بالنفس.

- تجارب اجتماعية أو أسرية صعبة تدفع الشخص للهروب عبر الطعام.

- تأثيرات بيولوجية مثل اضطراب بعض المواد الكيميائية في الدماغ.

- عوامل وراثية أو تاريخ عائلي لاضطرابات الأكل.

تجعل هذه الأسباب البوليميا اضطرابًا معقدًا يحتاج إلى رعاية شاملة نفسية وغذائية.

هل البوليميا تؤثر على الحمل؟

الإجابة نعم، وبصورة واضحة، النساء المصابات بالبوليميا قد يواجهن صعوبات في الحمل منذ البداية بسبب اضطراب التبويض وعدم انتظام الدورة الشهرية.

وحتى في حالة حدوث الحمل، فإن المخاطر لا تتوقف هنا، حيث قد ترتفع احتمالية:

- الإجهاض المبكر.

- الولادة المبكرة قبل اكتمال فترة الحمل.

- ولادة أطفال بوزن منخفض.

- الحاجة إلى الولادة القيصرية في بعض الحالات.

- احتمالية ظهور عيوب خلقية لدى الجنين نتيجة نقص التغذية.

- زيادة فرص الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

ومع ذلك، يمكن للنساء اللواتي تعافين من البوليميا واستعدن انتظام دوراتهن الشهرية أن يحققن حملًا صحيًا، بشرط الالتزام بمتابعة طبية دقيقة والتغذية السليمة أثناء الحمل.