رغم أن العالم يشهد تراجعًا كبيرًا في عدد المصابين بمرض الجذام مقارنة بالقرون الماضية، فإن هذا المرض الجلدي المزمن لا يزال موجودًا حتى اليوم.

ويُعرف الجذام بأنه واحد من أقدم الأمراض المعدية التي عرفتها البشرية، إذ عُثر على إشارات لوجوده في حضارات قديمة بالصين ومصر والهند.

ومع التقدم الطبي أصبح العلاج متاحًا ومجانيًا في معظم الدول، مما ساهم في شفاء ملايين الحالات خلال العقود الأخيرة.

كيف تعرف أنك مصاب بالجذام؟

أولى العلامات التي قد تنبّه المريض هي ظهور بقع جلدية شاحبة أو متغيرة اللون، مع فقدان الإحساس في هذه المناطق.

كما قد يلاحظ البعض تنميلًا أو خدرًا في اليدين والقدمين، إضافة إلى ضعف في العضلات وصعوبة في تحريك الأطراف.

تطور الأعراض يكون بطيئًا للغاية، وقد يستغرق ظهورها ما بين 3 إلى 5 سنوات بعد الإصابة بالجرثومة، وأحيانًا أكثر من ذلك.

هل يمكن الشفاء من الجذام؟

بفضل المضادات الحيوية، أصبح الشفاء من الجذام ممكنًا تمامًا إذا بدأ العلاج في وقت مبكر.

المدة العلاجية قد تتراوح بين 6 أشهر وسنة كاملة، وفي الحالات المتقدمة قد تمتد لفترة أطول.

توفر منظمة الصحة العالمية العلاج مجانًا في جميع الدول الموبوءة تقريبًا، وهو ما ساعد على إنقاذ ملايين المرضى من مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فقدان الإحساس الدائم أو تشوهات جسدية.

ما هي أعراض مرض الجذام وكيف يمكن علاجه؟

الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:

- بقع جلدية فاقدة للإحساس.

- تنميل أو وخز في الأطراف.

- ضعف في العضلات.

- تقرحات جلدية قد تستمر لأسابيع أو أشهر.

- مشكلات في الأنف والعينين في بعض الحالات المتقدمة.

ويعتمد العلاج على نوع الجذام، لكنه يقوم بالأساس على المضادات الحيوية، كما تُستخدم أدوية مضادة للالتهاب لتخفيف الألم والضرر العصبي.

هل مرض الجذام معدي؟

الجذام مرض معدٍ بالفعل، لكنه ليس سريع الانتشار كما يعتقد البعض.

ينتقل أساسًا عبر ملامسة متكررة للإفرازات التنفسية مثل العطس أو السعال من شخص مصاب، لكن المخالطة البسيطة مثل المصافحة أو الجلوس بجانب المريض لا تسبب العدوى.

كذلك، لا ينتقل المرض عن طريق العلاقات أو الطعام المشترك.

أسباب مرض الجذام

يعود السبب المباشر للإصابة بالجذام إلى جرثومة تعرف باسم المتفطرة الجذامية (Mycobacterium leprae).

ويمكن تلخيص 3 عوامل رئيسية وراء انتشار المرض كما يلي:

1. البكتيريا المسببة نفسها، وهي العامل الأساسي الذي يؤدي إلى العدوى عند انتقالها إلى الجسم.

2. الاحتكاك المتكرر بالمصابين، خصوصًا في البيئات المزدحمة والفقيرة التي تفتقر إلى الرعاية الصحية.

3. ضعف المناعة لدى بعض الأشخاص، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة عند التعرض للبكتيريا.