في انتخابات مقاطعة بوينس آيرس، تعرض الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي لانتكاسة سياسية كبيرة، حيث مُنيت حزبه "لا ليبرتاد أفانثا" بهزيمة قاسية أمام ائتلاف "فويرزا باتريا" الذي حصل على أكثر من 46% من الأصوات، متفوقًا على حزب ميلي الذي حصل على نحو 34% فقط.

الانتخابات: اختبار حاسم لميلي

تُعد مقاطعة بوينس آيرس، التي تضم حوالي 40% من الناخبين الأرجنتينيين، معقلًا تاريخيًا لليسار البيروني. ورغم التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى منافسة متقاربة، إلا أن الهزيمة جاءت بفارق كبير، مما أثار قلقًا بين المحللين والمستثمرين بشأن قدرة ميلي على تنفيذ أجندته الإصلاحية.

التحديات السياسية والمالية

منذ توليه الرئاسة في ديسمبر 2023، سعى ميلي إلى تنفيذ سياسات تقشفية كبيرة، إلا أنه واجه مقاومة متزايدة من المعارضة. في الأسبوع الماضي، تجاوز الكونغرس أحد حقوقه في النقض لأول مرة، مما أظهر تزايد المقاومة التشريعية.

فضيحة فساد تهز الرئاسة

تفاقمت أزمة ميلي مع ظهور تسريبات صوتية تُظهر تورط شقيقته ومستشارته، كارينا ميلي، في قضايا فساد تتعلق بعقود حكومية. أثارت هذه الفضيحة غضبًا عامًا وأثرت سلبًا على شعبيته التي انخفضت إلى أقل من 40%.

دعم ميلي لإسرائيل

على الصعيد الخارجي، يُعرف ميلي بتأييده القوي لإسرائيل. في يونيو 2025، حصل على جائزة "جينيسيس" في القدس تقديرًا لدعمه لإسرائيل. كما أعلن عن مبادرة "اتفاقيات إسحاق" لتعزيز العلاقات بين أمريكا اللاتينية وإسرائيل، بتمويل من الجائزة المذكورة. في يناير 2024، أبدى ميلي تضامنه مع إسرائيل، مؤكدًا دعم بلاده لحقها في الدفاع الشرعي.

الرشق بالحجارة

خلال جولة انتخابية في ضواحي بوينس آيرس، تعرض الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي لهجوم بالحجارة وزجاجات وأغصان نباتية من متظاهرين في مدينة لوماس دي زامورا، وهي معقل تقليدي للمعارضة البيرونية. الحادثة جاءت وسط أزمة سياسية متصاعدة تطال الرئيس وأسرته.

الانتخابات المقبلة: اختبار مصيري

تُعتبر الانتخابات التشريعية المقبلة في أكتوبر 2025 اختبارًا حاسمًا لميلي. مع تراجع شعبيته وتزايد التحديات السياسية والمالية، يواجه الرئيس الأرجنتيني مهمة صعبة في استعادة زخمه السياسي وتنفيذ أجندته الإصلاحية.