أعلن المجلس الأعلى للمرأة عن انطلاق الدورة الرابعة من جائزة صاحبة السمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة للعمل الشبابي التطوعي، وهي جائزة تحمل في مضمونها أكثر من معنى، إذ لا تقف عند حدود المنافسة بين الشباب أو تتويج مبادراتهم، بل تؤكد إيمان مملكة البحرين العميق بقيمة العمل التطوعي كركيزة من ركائز التنمية المجتمعية المستدامة.

وتحظى هذه الجائزة باهتمام مباشر من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البلاد المعظم، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، التي تؤمن بأن الشباب هم الطاقة الحقيقية للمستقبل، وأن الاستثمار في عطاءاتهم هو استثمار في استدامة المجتمع.

ومن هذا المنطلق، تهدف الجائزة إلى نشر وتعزيز مفهوم ثقافة العمل التطوعي بين أوساط الشباب وإبراز قيمته المعنوية كواجب وطني وإنساني، كما تعمل على تحفيز الشباب من الجنسين أفراداً وجماعات على المشاركة الفاعلة في مشروعات العمل التطوعي.

هذه الجائزة التي ولدت عام 2011، واستمرت حتى اليوم، لم تكن مجرد حدث رمزي، بل تحولت إلى منصة حقيقية لإبراز طاقات الشباب البحريني وابتكاراتهم في خدمة مجتمعهم. فمن يقرأ أهدافها يجد أنها تركز على تعزيز روح المنافسة الشريفة، وترسيخ مفهوم التطوع، وتحفيز المبادرات النوعية التي تترجم الحس الوطني إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع.

لكن التحدي الأكبر اليوم يتجاوز لحظة الفوز وصعود المنصة؛ فالمبادرات التي يقدمها الشباب، سواء كانت فردية أو جماعية، تحمل في جوهرها أفكاراً وطنية قابلة للتطبيق على نطاق أوسع. من هنا، تبرز الحاجة إلى احتضان هذه المواهب التطوعية بعد الفوز، وتحويلها إلى مشاريع وطنية بإشراف الجهات الحكومية المعنية، بحيث لا تبقى مجرد تجارب شبابية عابرة، بل تتحول إلى روافد فاعلة ترفد مسيرة التنمية في البحرين.

إن تحويل الجوائز إلى حاضنات هو الطريق الأمثل لمأسسة العمل التطوعي، وضمان استمراريته، وتعظيم أثره على المجتمع. فكم من فكرة شبابية صغيرة نمت لتصبح مشروعاً وطنياً ناجحاً حين وجدت الدعم المؤسسي والبيئة الحاضنة. وهنا يبرز دور الوزارات والهيئات الرسمية التي تستطيع أن تتبنى هذه المبادرات، كل في مجاله، لتترجم الحماس الشبابي إلى إنجازات مستدامة.

إن جائزة حصة بنت سلمان للعمل الشبابي التطوعي لا تحتفي بالفوز في حد ذاته، بل تفتح الباب أمام شراكة مجتمعية شاملة، تجعل من العطاء أسلوب حياة، ومن الإبداع الشبابي مورداً وطنياً مستمراً. وبذلك، تكون الجائزة قد انتقلت من كونها وسامَ تكريم، إلى أن تصبح مصنعاً لإنتاج المبادرات الوطنية التي تعكس صورة البحرين المشرقة أمام العالم.