بلادنا مملكة البحرين تبرز كأحد أكثر البلدان استقراراً وجاذبية للزوار، مستندةً إلى سجل قوي في الحفاظ على الأمن والانفتاح. المنتدى الاقتصادي العالمي أشار مؤخراً إلى هذا التميز، واضعاً البحرين في المرتبة الثالثة عربياً من حيث الأمان، بتقييم بلغ 6 من أصل 7 نقاط، وفق تقريره الخاص بالتنافسية في قطاع السياحة والسفر.
هذا التصنيف الإيجابي جاء نتيجة سياسات مدروسة وجهود متواصلة من قِبل الجهات المعنية في المملكة. فقد شهدت البحرين تطويراً ملحوظاً في القوانين المرتبطة بالسياحة، وتحسيناً في البنية التحتية، إلى جانب تسليط الضوء على التراث الثقافي وتعزيز حضورها على الساحة الدولية من خلال استضافة فعاليات كبرى، مما ساهم في ترسيخ صورتها كوجهة آمنة ومرحبّة.
عالمياً، بات عنصر الأمان معياراً أساسياً في تحديد خيارات السفر، متقدماً في أحيان كثيرة على الجوانب الترفيهية الأخرى. فعلى سبيل المثال، تعاني بعض المدن الكبرى في أوروبا، ومنها لندن، من ارتفاع ملحوظ في معدلات الجريمة، مثل السرقات والاعتداءات، وهو ما تناولته تقارير إعلامية مختلفة مؤخراً.
هذه الظواهر، التي تتضمّن حوادث مثل خطف الهواتف أو الاعتداءات في الأماكن العامة، بدأت تُشكل قلقاً متزايداً لدى الزوار.
على النقيض من ذلك، يشعر السائح في البحرين بالطمأنينة منذ لحظة وصوله، ويستطيع التنقل بحرية وثقة دون الحاجة إلى حذر مفرط. ويُعزى ذلك إلى سياسات أمنية متوازنة تضمن الاستقرار دون التأثير على مناخ الانفتاح الاجتماعي والثقافي الذي تتميز به المملكة.
ما يجعل تجربة السائح في البحرين فريدة هو أن الإحساس بالأمان لا يُقاس فقط بالأرقام، بل يُلمَس على أرض الواقع من خلال سلوكيات المجتمع وفعالية الأجهزة الأمنية.
سواء في الأسواق الشعبية، أو في الفعاليات الثقافية، أو أثناء التنقل بين المعالم، يشعر الزائر بأن السلامة جزء لا يتجزأ من التجربة اليومية.
في هذا السياق، لا تكتفي البحرين بتقديم خدمات سياحية تقليدية، بل تقدم ما يُمكن اعتباره قيمة نوعية نادرة في كثير من الوجهات العالمية وأعني بذلك الشعور بالأمان الحقيقي.
ومع استمرار المملكة في تطوير القطاع السياحي وتنظيم فعاليات رياضية وثقافية دولية، فإنها تُعزز من موقعها كخيار مفضل للسائح العربي والأجنبي على حد سواء.
التجربة البحرينية في تحقيق التوازن بين الانفتاح المجتمعي والاستقرار الأمني تضعها في موقع ريادي يمكن أن يُحتذى به، ليس فقط على مستوى المنطقة، بل أيضاً كأنموذج عالمي في إدارة السياحة ضمن بيئة آمنة ومستقرة.
وهي معادلة تسعى كثير من المدن العالمية إلى تحقيقها، في وقت باتت فيه القضايا الأمنية عنصراً محورياً في معادلة الجذب السياحي.