قرحة القدم السكرية.. جروح مكشوفة تصيب مرضى النمطين الأول والثاني


إفرازات من القدم والتورم والرائحة الكريهة واسوداد الجلد من أبرز الأعراض


تلف الأعصاب وضعف الدورة الدموية أهم أسباب الإصابة بالقرحة


التدخين وعدم ممارسة الرياضة والسمنة عوامل ترفع من فرص الإصابة


الوقاية ممكنة عبر ضبط السكر وفحص القدمين يومياً وارتداء أحذية مناسبة


أوضح استشاري طب العائلة وأمراض السكري د.فيصل المحروس، أن قرحة القدم السكرية هي تقرحات مكشوفة أو جروح قد تظهر في منطقة ما من القدم، لاسيما منطقة أسفل القدم لدى مرضى السكري، من الممكن أن تصيب هذه الحالة الأشخاص المصابين بمرض السكري من النمط الثاني أو مرض السكر من النمط الأول على حد سواء.

وقال إن قرحة القدم السكرية تنشأ عادة نتيجة تأثير مرض السكري السلبي في بعض الحالات على جهاز الدوران وعلى الجهاز العصبي، إذ قد يتسبب ارتفاع مستويات سكر الدم في رفع فرص حصول التغييرات الآتية والتي قد تقلل من قدرة الجسم على شفاء نفسه.

وأضاف أن قرحة القدم السكرية تصيب غالباً ما نسبته 15% من مرضى السكري، وغالباً ما يضطر 6% من مرضى السكري المصابين بقرحة القدم السكرية لدخول المشفى للحصول على عناية طبية خاصة لبعض المضاعفات الصحية التي قد تسببها لهم قرحة القدم السكرية.

وأشار إلى أن قرحة القدم السكرية تُعد مشكلة صحية من الممكن الوقاية منها وخفض فرص الإصابة بها من خلال توفير العناية الطبية الضرورية لمريض السكري.

وعن أعراض قرحة القدم السكرية، بيّن د.المحروس أنها تشمل سوائل متسربة من القدم من الممكن ملاحظتها على الجوارب التي يرتديها المريض، واحمراراً وتورّماً في منطقة الإصابة، وصدور رائحة كريهة من منطقة الجرح في المراحل المتقدمة من الحالة، وتغير لون الجلد في المنطقة المصابة إلى اللون الأسود في بعض الحالات، مشيراً إلى أن قرحة القدم السكرية عادة ما يتم تصنيفها في عدة فئات تبعاً لدرجة حدتها، وتتخذ هذه الفئات أرقاماً تتراوح بين (0-3)، ويمثل الرقم 4 أكثر درجات قرحة القدم السكرية حدة.

وعن أسباب قرحة القدم السكرية وعوامل الخطر، ذكر د.المحروس قائمة بأبرز الأسباب والعوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بقرحة القدم السكرية، منها:

1. حصول تلف في الأعصاب: قد يتسبب مرض السكري بفقدان القدرة على الشعور بشكل تام في القدمين، أو تغير طريقة شعور الشخص بجلده وأطرافه السفلية، في حالة تعرف باسم اعتلال الأعصاب (الطرفية) اعتلال الأعصاب السكري أو الاعتلال العصبي السكري بسبب التغييرات الحاصلة في الأعصاب لدى المصابين بالحالة المذكورة، قد يصاب المريض بقرحة القدم السكرية نتيجة عجز المريض عن الإحساس بشكل طبيعي بالحرارة أو البرودة أو الألم، مما قد يجعله أقل قدرة على ملاحظة الإصابة بأية جروح أو حتى كسور في أطرافه السفلية، ومع عدم الانتباه تقدم هذه المشكلات في الوقت المناسب، قد لا يحصل المريض على الرعاية الطبية الضرورية مما قد يؤدي إلى تفاقم حالته.

2. الإصابة بمشكلات في جهاز الدوران: قد يؤثر مرض السكري على الجلد في الجسم، إذ قد يتسبّب في الإصابة بمرض الرباط المحيطي (مرض الأوعية الدموية الطرفية)، وهي حالة مرضية قد تسبب ضعف الدورة الدموية نتيجة حصول انسدادات أو تضيق في بعض الجلد، مما قد يؤدي إلى إبطاء وتيرة تعافي الجروح. وبسبب عجز الجروح عن التعافي والتئام بطريقة صحيحة وبالسرعة المعتادة، قد تظهر قرح القدم السكري في منطقة الإصابة. كما قد ترفع بعض مشكلات جهاز الدوران الأخرى كذلك من فرص الإصابة بقرحة القدم السكرية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، ومستويات الكولسترول.

3. عوامل وأسباب أخرى قد ترفع من فرص الإصابة بقرحة القدم السكرية بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، وهي:

- الإصابة بمرض السكري دون اتخاذ العلاجات اللازمة لإبقائه تحت السيطرة.

- الإصابة بمشكلات صحية في العيون أو في الكلى بسبب مرض السكري.

- ارتداء أحذية ضيقة أو غير مناسبة لمقاس القدم، أو المشي حافي القدمين.

- إصابة سابقة بقرحة القدم السكرية لدى المريض.

- التدخين، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، والسمنة.

وعن مضاعفات قرحة القدم السكرية، أوضح د.المحروس أنها قد تشمل أعراض قرحة القدم السكرية الشعور باضطراب حاد بسبب جرح لفترة أطول للتعافي، ومن الممكن في بعض الحالات أن يضطر الأطباء للّجوء لخيار البتر، ولاسيما وأن قرحة القدم السكرية قد تسبب نشأة الغنغرينة (الغرغرينا).

وفيما يتعلق بعلاج قرحة القدم السكرية، بيّن أنه يتم عادة إخضاع المريض لبرنامج علاجي متكامل، يتضمن ما يأتي:

- العلاجات والمتابعة اللازمة لإبقاء مستويات سكر الدم تحت السيطرة.

- إجراءات لمنع العدوى والالتهاب مثل الحفاظ على نظافة المنطقة المصابة، وتضميد المنطقة المصابة وتجنب المشي حافي القدمين.

- إجراءات لتخفيف الضغط عن القدمين مثل استخدام جبيرة، والجلوس في كرسي متحرك، وارتداء أحذية من نوع خاص.

- توفير العناية الطبية اللازمة لتسريع تعافي الجروح بعد حدوثها، مثل تضميد الجروح، واستخدام مراهم وأدوية موضعية مناسبة.

في بعض الحالات قد يتم اللجوء للجراحة للتخلص من بعض الأنسجة المصابة أو لتخفيف الضغط عن المنطقة المصابة والذي قد يكون مصدره مشكلة صحية ما في العظام مثلاً.

وعن الوقاية من قرحة القدم السكرية، شدد على أهمية الالتزام بالنصائح والأمور الآتية على خفض فرص الإصابة بقرحة القدم السكرية:

- الإقلاع عن التدخين، وتجنّب الكحوليات.

- مراقبة وتفحّص القدمين عن كثب يومياً.

- اتباع إجراءات قد تساعد على تقليل مستويات الكولسترول المرتفع.

- مراقبة مستويات سكر الدم والحفاظ عليها ضمن مستوياتها الطبيعية طوال الوقت.

- ارتداء أحذية مناسبة.