شهدت نيبال حدثًا سياسيًا غير مسبوق، بعدما اختار شباب من الجيل الجديد "جيل زد" القاضية السابقة ورئيسة المحكمة العليا، سوشيلا كركي، لتولي منصب رئيسة الوزراء المؤقتة، في خطوة تاريخية هي الأولى من نوعها في البلاد.

وجاء القرار عبر تصويت جرى على منصة الدردشة الرقمية "ديسكورد"، وبالاستعانة بأداة الذكاء الاصطناعي.

الخطوة جاءت عقب احتجاجات واسعة قادها الشباب ضد تفشي الفساد السياسي، وخصوصًا ما عُرف بامتيازات "أبناء النخبة"، والتي انتهت باستقالة رئيس الوزراء كي بي شارما أولي وسقوط حكومته. وزادت حدة الغضب الشعبي بعد قرار السلطات حظر 26 منصة رقمية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح.

وبعد فراغ السلطة، تدخل الجيش للتشاور مع مجموعة شبابية تُعرف باسم "Hami Nepal" (نحن نيبال)، وطلب منهم ترشيح شخصية محايدة لقيادة الحكومة المؤقتة حتى موعد الانتخابات المقررة في مارس 2026.

واستعان الشباب بأدوات رقمية لمناقشة السير الذاتية للمرشحين وتقييم كفاءاتهم، قبل أن يحسموا خيارهم لصالح كركي لما تتمتع به من نزاهة وخبرة قضائية، وقدرتها على نيل ثقة مختلف الأطراف.

الترشيح حظي بموافقة رسمية من رئيس الجمهورية والجيش، ليتحوّل إلى قرار نافذ يُدير المرحلة الانتقالية.

ويرى مراقبون أن هذه التجربة تمثل تحولًا لافتًا في آليات الممارسة الديمقراطية، إذ جرى إشراك الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية في صناعة القرار، بما يمنح الأجيال الشابة دورًا أكبر في صياغة مستقبل بلادهم.