تتجه أنظار وعشاق كرة القدم البحرينية "الأربعاء" عند الساعة 9.15 مساء إلى ملعب استاد المغفور له الشيخ علي بن محمد بن عيسى آل خليفة بنادي المحرق الرياضي بـ"عراد"، حيث المواجهة التي تجمع بين ممثل الكرة البحرينية فريق نادي المحرق وفريق نادي الوحدات الأردني، وذلك في انطلاقة مباريات المجموعة الأولى من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا 2.
المباراة تحمل بين طياتها الكثير من الإثارة والتشويق، إذ تشكّل محطة أولى في مشوار الفريقين بالبطولة القارية، ما يضفي عليها أهمية مضاعفة، خاصة وأن الانطلاقة الناجحة عادة ما تضع حجر الأساس لمشوار قوي، بينما أي تعثر مبكر قد يلقي بظلاله على الحظوظ والآمال في المراحل اللاحقة.
مشوار الفريقين في هذه البطولة
ستكون هذه النسخة لبطولة دوري أبطال آسيا 2 شاهدة على المشاركة الأولى لفريق المحرق في هذه البطولة. حيث لم يسبق للفريق أن شارك في النسخة الأولى والتي انطلقت الموسم الماضي. إلا أن المحرق يمتلك في رصيده لقبين قاريين يتمثلان بحصوله على لقب كأس الاتحاد الآسيوي في عام 2008 وعام 2020. في المقابل، تعتبر هذه المشاركة الثانية لفريق الوحدات الأردني في مسماها الجديد، حيث شارك في النسخة الماضية واستطاع تجاوز دور المجموعات، إلا أنه خرج من الدور الثاني على يد شباب أهلي دبي الإماراتي بعد خسارته بنتيجة 4/3. ولم يسبق للفريق الأردني أن حقق أي إنجاز من خلال مشاركاته في دوري أبطال آسيا أو حتى على مستوى كأس الاتحاد الآسيوي.
المحرق.. تاريخ عريق وطموح متجدد
يدخل ممثل الكرة البحرينية نادي المحرق البطولة واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا يتمثل في استعادة بريقه القاري وتعزيز حضوره الخارجي. المحرق الذي يُعد أعرق الأندية البحرينية وصاحب التاريخ الحافل بالبطولات، يملك خبرة طويلة في المشاركات الخارجية، وهو ما يعزز من طموحاته في المنافسة بقوة.
الفريق يقوده المدرب البرتغالي ناندينهو، الذي عمل في الأيام الماضية على رفع مستوى الجاهزية البدنية والفنية للاعبين، مع التركيز على الانضباط التكتيكي، والاعتماد على مزيج من عناصر الخبرة التي اعتادت على الأجواء الآسيوية، إلى جانب مجموعة من الوجوه الشابة القادرة على صناعة الفارق.
المحرق يعتمد كذلك على دعم جماهيره الكبيرة، التي طالما شكّلت العلامة الفارقة في مبارياته، حيث يُعوّل الفريق على مؤازرة أنصاره في المدرجات، ليكونوا السند والدافع نحو حصد النقاط الثلاث الأولى، وإرسال رسالة قوية للمجموعة مفادها أن "الذيب" حاضر بقوة في هذه النسخة.
الوحدات.. طموح أردني مشروع
في المقابل، يدخل فريق الوحدات الأردني المباراة بطموحات عالية ورغبة جامحة في إثبات قدرته على المنافسة القارية. الوحدات يُعد واحدًا من أبرز الأندية الأردنية وأكثرها جماهيرية، ويملك هو الآخر تاريخًا طويلًا من المشاركات الإقليمية.
الفريق بقيادة مدربه البوسني داركو ركّز على تجهيز اللاعبين من النواحي البدنية والذهنية، مع تطبيق مجموعة من الخطط التكتيكية التي تمنحه المرونة في مواجهة مختلف السيناريوهات.
ويدرك الفريق أهمية العودة بنتيجة إيجابية من البحرين لتمنحه دفعة معنوية هائلة، تُعزز من فرصه في المضي قدمًا نحو المنافسة على صدارة المجموعة.
صراع مبكر على الصدارة
من الناحية الفنية، تبدو المواجهة مفتوحة على جميع الاحتمالات، فالمحرق يسعى للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، والضغط منذ البداية لفرض شخصيته في المباراة، فيما يعوّل الوحدات على صلابته الدفاعية وسرعته في التحول الهجومي، لمحاولة مباغتة مضيفه.
ولعل المعطيات قد ترجح كفة المحرق الذي يدخل هذه المواجهة بعناصر مكتملة، في المقابل فإن الوحدات يعاني من غياب مجموعة من اللاعبين في تشكيلته لهذه المواجهة، أبرزها القائد فراس شلباية الذي تعرض لإصابة بالرباط الصليبي وأنهت موسمه، إلى جانب بكر كلبونة وعبد الحليم الصغير بسبب الإصابة، فيما اتجه الفريق مؤخرا إلى فسخ عقده مع المهاجم الموريتاني أمادو نياس.
بداية تحدي طويل
المباراة بين المحرق والوحدات ليست مجرد مواجهة افتتاحية، بل هي بداية تحدٍ طويل في بطولة تحمل الكثير من الطموحات والتطلعات للأندية المشاركة. لذلك، يسعى كل طرف إلى كتابة أول سطر في مشواره بأحرف من ذهب، والتمسك مبكرًا بزمام المبادرة في سباق التأهل.
وبين تاريخ المحرق العريق وطموح الوحدات المتجدد، يبقى الملعب هو الفيصل في هذه المباراة، التي ينتظر أن يقدم كلا الفريقين المستوى والأداء الذي يليق بهما ويتوافق مع تطلعات الجماهير.