في موقف يحمل أبعاداً إنسانية عميقة، وجّه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، بتجديد جوازات السفر للمواطنين البحرينيين الذين سُحبت منهم الجنسية الكويتية مؤخراً.
هذا القرار يمثل رسالة تحمل في طياتها تأكيداً على أن المواطن هو محور الاهتمام، وأن شعور الأمان والانتماء حق يجب الحفاظ عليه.
ما يميز الخطوة أنها تنطلق من رؤية إنسانية صادقة، تؤمن بأن كرامة الفرد لا تنفصل عن سيادة الوطن، وأن القائد الحقيقي هو من ينظر إلى شعبه بعين الأب لا بعين الحاكم.
جلالة الملك والدنا الغالي حفظه الله، من خلال هذه المبادرة، يجسد نموذج القيادة التي تضع القيم الإنسانية فوق أي اعتبارات إدارية أو سياسية.
هذا التوجّه يعكس عمق العلاقة بين القيادة والمواطنين، حيث لا يُنظر إليهم كأرقام أو حالات قانونية، بل كأفراد لهم كيانهم، وأسرهم، ومكانتهم في المجتمع. ويأتي هذا الموقف ليؤكد أن البحرين، بقيادتها، تسعى دومًا للحفاظ على الروابط الاجتماعية والنفسية لأبنائها، وتعمل على تعزيز شعورهم بالاستقرار والانتماء.
لا يمكن عزل هذا التوجيه عن النهج الثابت الذي تتبناه المملكة، والذي يُعلي من قيمة الإنسان باعتباره أساس التنمية والاستقرار. فحين يتدخل جلالة الملك لتسوية أوضاع مواطنين يمرون بظروف استثنائية، فإنه يرسل برسالة مفادها أن المواطنة في البحرين ليست مجرد صفة قانونية، بل رابطة وجدانية ترتكز على التلاحم والدعم المتبادل.
هذا الموقف النبيل يأتي امتداداً لسلسلة من المبادرات الإنسانية التي تميّز بها عهد جلالة الملك، بدءاً من قرارات العفو التي أعادت الأمل للعديد من الأسر، مروراً بالدعم المستمر للفئات المحتاجة، ووصولاً إلى ترسيخ منظومة متكاملة لحماية الحقوق وتعزيز الكرامة.
جلالة الملك يثبت دوماً أن القيادة الحقيقية لا تقتصر على إدارة الشأن العام، بل تتعداه إلى تبني مسؤولية أخلاقية، عنوانها الرحمة والعدل. لتبقى مثل هذه المواقف شاهدة على نهج فريد يجعل من البحرين وطناً يحتضن أبناءه، ويمنحهم شعوراً دائماً بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة التحديات.
اتجاه معاكس
القرارات ذات البُعد الإنساني، كهذه المبادرة، لا تثمر فقط داخلياً، بل تساهم أيضاً في ترسيخ صورة البحرين كمملكة تتبنى مبادئ العدالة والإنصاف على المستوى الدولي.
فالدبلوماسية الإنسانية أصبحت اليوم أحد مقاييس احترام الدول لحقوق الإنسان، ومثل هذه الخطوات تعزز من موقع البحرين في المحافل الإقليمية والعالمية كمملكة تتعامل مع قضايا مواطنيها برؤية حضارية وضمير حي. وهو ما ينعكس إيجاباً على علاقاتها الدولية وعلى ثقة المجتمع الدولي بنموذجها في الحكم الرشيد.