أقيم يوم 10 سبتمبر الجاري، بمقر جمعية مدينة عيسى الاجتماعية الخيرية، حفل تدشين كتاب "من قاع الجُبّ" للكاتبة زينب الهدّار، أخصائية العلاج الطبيعي والتأهيل، بتقديم أستاذ البلاغة والنقد وتحليل الخطاب بالجامعة الأهلية د. علي عِمران، الذي أسهم في رعاية الكتاب. وقالت الكاتبة زينب الهدّار إن الكتاب يمثل رحلة عميقة في أغوار النفس البشرية، ونداءً صادقاً لكل من يسعى لفهم ذاته وتحقيق التوازن بين العقل والعاطفة. وأضافت أن "من قاع الجُبّ" هو خلاصة تجربة إنسانية، علمية، نفسية وفلسفية، كتب بلغة تجمع بين العلم النفسي، التحليل السلوكي، والتجربة الشعورية للإنسان في صراعه اليومي بين ما يفكر به وما يشعر به، وبين من يكون وما يُتوقع منه أن يكون.
وأوضحت الكاتبة أن فصول الكتاب استُلهمت من تجاربها مع المرضى خلال رحلة علاجهم، حيث لاحظت أن كثيرًا منهم عاشوا صراعاً مؤلماً بين العقل والعاطفة، دفعهم أحياناً لاتخاذ قرارات مصيرية حملت لهم الإحباط والفشل وعدم تقبّل الذات، مما أدى إلى استسلام الدماغ لذلك الصراع بشكل مفاجئ. ومن هنا وُلد السؤال الذي شكل فكرة الكتاب: كيف نحرّر أدمغتنا من صراع العقل والعاطفة؟.
وأكدت الهدّار أن الكتاب هو بذرة أمل، تسأل الله أن تُسهم في ترسيخ مفاهيم الصحة الداخلية للإنسان، بوصفها أساساً للوقاية من الكثير من العلل والأمراض، وبوابة صادقة للحوار مع النفس. وسعت في صفحاته لرسم خارطة تأخذ القارئ إلى عمق الإنسان بين العاطفة والعقل والدماغ، وكيف ينعكس أثر الصراع بينهم على السلوك البشري، أملاً أن يجد القارئ ما يعينه على تحقيق التوازن والصلح مع ذاته.
وأشارت إلى أن الكلمة ليست ملكاً لصاحبها وحده، بل إرث يبقى بعده، وأمانة تُسجَّل في ذاكرة الناس طالما تسعى لإصلاح الذات، لذلك وضعت بين أيدي القراء هذا الكتاب ليكون شاهدًا على أن التجربة الإنسانية تستحق أن تُكتب وتُقرأ وتنقل لتمنح الآخرين نوراً وأملاً.
حضر الحفل جمع من المثقفين، ورؤساء الجمعيات، وأخصائيي العلاج الطبيعي، والمهتمين بالقراءة، في جو امتلأ بالدعم والتقدير للكاتبة.
ومن جانبه، ثمّنت جمعية العلاج الطبيعي البحرينية هذا الإنجاز الأدبي للكاتبة زينب الهدّار، مؤكدة أن الصحة النفسية والتوازن الداخلي للفرد من أولويات نجاح برامج العلاج الطبيعي والتأهيل.