استكمالاً للمقال السابق بعنوان «خواص شهر سبتمبر المناخية في مملكة البحرين»، وهو تعزيز للمبادرة العلمية القيمة التي طرحها تلفزيون البحرين باستضافتي مرة مع بداية كل شهر ميلادي في برنامجهم الصباحي الممتع شمس البحرين، فسأتناول الخواص المناخية-الفلكية التي تحدث في شهر سبتمبر مثل عدد ساعات سطوع الشمس، وشدة الإشعاع الشمسي، ودرجة ارتفاع الشمس، وغيرها. وأهم الخواص المناخية-الجوية لهذا الشهر هي التالي:
1. طول ساعات النهار والليل: يبدأ النهار في القِصر تدريجياً، ويزداد طول الليل مع اقتراب الاعتدال الخريفي (حوالي 22-23 سبتمبر)، وتتساوى عدد ساعات الليل مع ساعات النهار في 28 سبتمبر من كل عام، وتأخذ زاوية سقوط الشمس ظهراً في الانخفاض لتصل آخر شهر سبتمبر إلى 62 درجة مئوية، ويكون طول ظل الأجسام التي طولها 1 متر، لحظة أذان الظهر (11:28 صباحاً)، إلى 0.45 متر، وانخفاض ارتفاع الشمس يخفف قليلاً من شدة الحرارة.
2. عدد ساعات سطوع الشمس: وفقاً للسجلات المناخية طويلة المدى من إدارة الأرصاد الجوية في البحرين (وهي للفترة من 1991 إلى 2020) فإنه يبلغ عدد ساعات سطوع الشمس حوالي 290-310 ساعات خلال الشهر، أي بمعدل يومي يقارب 9.5-10.5 ساعة شمس بسبب بعض السحب البسيطة والهباء، وأطول الأيام تكون غالباً في بداية سبتمبر (حوالي 12 ساعة من النهار)، وأقصرها في نهايته (حوالي 11.5 ساعة)، مع استمرار صفاء السماء معظم الأيام.
3. شدة الإشعاع الشمسي: تقع البحرين تقريباً عند خط عرض 26 درجة مئوية شمالاً وخط طول 50.6 درجة شرقاً؛ وهذا يمنحها كمية كبيرة من الإشعاع الشمسي خاصة في الصيف؛ فمتوسط الإشعاع الشمسي الأفقي السنوي في البحرين يقارب 2160 كيلو-ساعة/م²/سنة، أي أن كل متر مربع يوفر احتياج كهرباء لمنزل صغير لمدة شهر!
وفي الصيف (من يونيو إلى سبتمبر) تصل قيم الإشعاع اليومي إلى حوالي 6-7 كيلوات-ساعة/م²/يوم، أي كل متر مربع يمنح طاقة تكفي لتشغيل مكيف ذي طن ونصف حراري لمدة 7 ساعات!
ويبلغ معدل الإشعاع الشمسي الكلي (المباشر والمنتثر) اليومي في شهر سبتمبر حوالي 6200 وات-ساعة/م²/يوم خلال الأيام الصافية. وفي أواخر سبتمبر، هناك انخفاض تدريجي في هذه القيم إلى حوالي 5900 وات-ساعة/م²/يوم.
4. التوزيع الزمني للإشعاع الشمسي خلال اليوم في سبتمبر:
- يبدأ الإشعاع ضعيفاً في الصباح الباكر (الساعة 6:00-7:00 صباحاً)، ثم يزداد تدريجياً ليبلغ ذروته حول منتصف النهار - بعد الساعة 11:00 صباحاً وحتى 1:00-2:00 ظهراً.
- بعد الذروة يبدأ الانخفاض مساءً، بحيث تكون القيم أقل في الساعات قبل الغروب.
- بعض الأيام قد تتأثر بالغيوم أو الرطوبة، مما يقلل من النسبة بين الإشعاع المباشر والإشعاع المنتثر ويخفض الإجمالي.
- لو تمّ تركيب ألواح خلايا شمسية في اتجاه الجنوب وبميلان 26 درجة مئوية وأخرى تتعقب الشمس، بنظام ذي محاورين، فإن الألواح المتحركة ستعطي زيادة في الطاقة المستلمة تصل إلى نحو 33% سنوياً.
- في صباح ومساء سبتمبر، قد يكون الفرق أكبر في الطاقة المتحصلة من الشمس في اللوحات المتحركة عن الثابتة بسبب الزاوية الأفضل لاستقبال أشعة الشمس المنخفضة.
5. الطوالع في شهر سبتمبر والظروف الجوية: يضم شهر سبتمبر 3 طوالع، على النحو التالي: جزء من طالع الطرفة «وهي عين برج الأسد»، وهي من 24 أغسطس إلى 5 سبتمبر، وطالع الجبهة كاملاً، وهي جبهة الأسد «6 سبتمبر إلى 19 سبتمبر»، وطالع الزبرة «20 سبتمبر إلى 2 أكتوبر»، والزبرة هو شعر الأسد الذي يزأبر وينتفش عند الغضب. ويسمى طالع الزيرة بالخرتان، لسبب أن النجمين يبدوان في بطن الأسد أي كأنهما خرتان وسقطتان في جوف الأسد.
ونظراً لأن الطوالع هو تقويم شمسي فإن الظروف الجوية مع طلوع هذه الطوالع في سبتمبر تتغير، وبذلك تتغير درجة حرارة مياه البحر وسرعة التيارات فيه، ومستوى المد والجزر، ودرجة حرارة الجو فلذلك تم ملاحظة التالي:
أ. يكثر في سبتمبر سمك الشقر، والشعم والفسكر، والعنفور «الكنعد الخباط» والينم. كما في في هذا الشهر تتمّ زراعة الخضروات بما في ذلك الطماطم والفواكه مثل العنب واللوز والكناروالباباي والرمان.
ب. في شبه الجزيرة العربية «نجد أو الرياض» يطيب الزمان عندهم سابقاً، فيقول المثل «إذا طلع الخرتان طاب الزمان وجني البسر في كل مكان»، ولكنه التغير المناخي الذي غير الأحوال الجوية.
* أستاذ الفيزياء التطبيقية
بجامعة الخليج العربي