سيد حسين القصاب
تواصل البحرين ترسيخ مكانتها على الخريطة الدولية عبر الانفتاح على كبرى الاقتصادات العالمية، حيث شكّلت الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى اليابان محطة تاريخية جديدة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، فقد جاءت هذه الزيارة لتعكس الرؤية الاستراتيجية للمملكة في تنويع شراكاتها وتعزيز حضورها الاقتصادي والدبلوماسي، وتفتح آفاقًا رحبة للتعاون في مختلف المجالات الحيوية التي تدعم مسيرة التنمية الشاملة.
ولاقت الزيارة اهتماماً واسعاً من الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية، بالنظر إلى ما حملته من اتفاقيات ومذكرات تفاهم تُعدّ نقلة نوعية في مسيرة العلاقات البحرينية – اليابانية، بما يعزز الثقة المتبادلة، ويؤسس لشراكات استراتيجية تُسهم في دفع عجلة التطور الاقتصادي والاجتماعي في المملكة.
جسّدت الزيارة التي قام بها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى اليابان، مرحلة جديدة من الشراكة البحرينية – اليابانية، عبر توسيع مجالات التعاون لتشمل القطاعات الاقتصادية والتجارية والصناعية والعلمية والرقمية والصحية.
ويُتوقع أن يسهم هذا التعاون في تعزيز الاستثمارات المشتركة، ونقل التكنولوجيا المتقدمة إلى البحرين، بما يفتح آفاقًا رحبة لتنمية الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص جديدة أمام القطاع الخاص البحريني للدخول في شراكات نوعية مع كبرى الشركات اليابانية.
لم تقتصر الزيارة على البعد الاقتصادي فحسب، بل شملت أيضاً تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي، وتنسيق المواقف المشتركة إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وأكدت اللقاءات التي عقدها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مع كبار المسؤولين اليابانيين، على عمق الثقة المتبادلة بين البلدين، والرغبة الصادقة في العمل سويًا لدعم الاستقرار الإقليمي، وترسيخ مبادئ الأمن والسلام في العالم.
شهدت الزيارة، توقيع حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثنائي بين البحرين واليابان، فقد جرى توقيع مذكرة تعاون بين وكالة البحرين للفضاء ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاسكا»، بما يسهم في تطوير المشاريع المشتركة في مجالات البحث والتطوير والتدريب وتبادل الخبرات.
كما تم توقيع مذكرة تعاون بين جهاز الخدمة المدنية والمركز الياباني للتعاون الدولي، بهدف تعزيز التعاون في إدارة الموارد البشرية الحكومية وتطوير الكفاءات الوطنية.
وفي المجال الرقمي، وُقّعت مذكرة تفاهم بين هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية في مملكة البحرين والوكالة الرقمية اليابانية، لتعزيز تبادل الخبرات في التحول الرقمي وتطوير البنية التكنولوجية.
إلى جانب ذلك، تم توقيع مذكرة تعاون بين وزارة الصناعة والتجارة ومكتب براءات الاختراع الياباني بشأن برنامج مسار الفحص السريع لبراءات الاختراع، الأمر الذي سيُسهل على المبتكرين ورواد الأعمال البحرينيين تسجيل ابتكاراتهم بمرونة أكبر في الأسواق العالمية.
كما شهدت الزيارة التوقيع على وثيقة مشاورات بشأن خدمات النقل الجوي والرحلات المباشرة بين البحرين واليابان، وهو ما يُتوقع أن يفتح المجال لتعزيز حركة السياحة والتجارة والاستثمار بين البلدين.
وتُعد هذه الاتفاقيات خطوة استراتيجية مهمة من شأنها أن تسهم في نقل الخبرات المتقدمة إلى البحرين، وتوفير بيئة داعمة للابتكار والتحول الرقمي، إضافة إلى تعزيز جاذبية المملكة كوجهة اقتصادية واستثمارية إقليمية.
حظيت الزيارة باهتمام واسع من وسائل الإعلام البحرينية، التي أفردت تغطيات موسعة أشادت من خلالها بنتائج الزيارة والاتفاقيات الموقعة، مؤكدة أنها تعكس مكانة البحرين المتنامية على الساحة الدولية.
كما شكلت منصات التواصل الاجتماعي مساحة كبيرة لتداول أخبار الزيارة، حيث عبّر المواطنون عن فخرهم واعتزازهم بالخطوات الاستراتيجية التي يقودها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتعزيز العلاقات مع إحدى أكبر الاقتصادات العالمية.
ويترجم هذا الزخم الإعلامي لإدراك الشارع البحريني لأهمية هذه الزيارة، وما تحمله من فرص تنموية واستثمارية ستنعكس إيجاباً على مستقبل المملكة.
وأكد رئيس لجنة القطاع الغذائي بغرفة تجارة وصناعة البحرين خالد الأمين، أن العلاقات البحرينية – اليابانية شهدت محطة مفصلية جديدة مع الزيارة الرسمية التي قام بها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى اليابان، حيث إن الزيارة مثّلت تأكيداً على عمق العلاقات التاريخية التي تربط المملكتين منذ أكثر من نصف قرن، وفي الوقت نفسه حملت أبعاداً اقتصادية واستراتيجية تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المثمر في مختلف المجالات.
من منظور اقتصادي، أكد أن هذه الزيارة شكّلت نجاحاً بارزاً على أكثر من صعيد، فقد شهدت توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم استراتيجية، أبرزها في مجالات البحث العلمي، التعليم، والفضاء، ما يعكس حرص البحرين على تنويع شراكاتها وتوسيع قاعدة نموها الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد التقليدي على النفط.
كما أتاحت الزيارة فرصة للتعريف ببيئة الاستثمار البحرينية المرنة والجاذبة، وهو ما يعزز مكانة المملكة كبوابة للشركات اليابانية نحو أسواق الخليج والمنطقة.
وبين الأمين أن اليابان من جانبها تعد شريكاً اقتصادياً رئيسياً للبحرين، حيث تحتل مكانة بارزة في واردات البحرين من السيارات والمعدات والتكنولوجيا، في حين تصدّر البحرين الألمنيوم والمنتجات البترولية إلى السوق اليابانية.
مبيناً أن تعزيز هذه الروابط من خلال الزيارة يسهم في رفع مستوى التبادل التجاري، ويفتح المجال لشراكات صناعية وتقنية جديدة.
من جهة أخرى، ذكر الإعلامي فواز العبدالله أن زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى اليابان حملت أبعاداً استراتيجية عكست حرص مملكة البحرين على توطيد علاقاتها مع واحدة من أعرق الاقتصادات العالمية وأكثرها تقدماً في مجالات التكنولوجيا والصناعة، مبيناً أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين واليابان ظل البلدان الصديقان يحافظان على مسار ثابت من التعاون المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأكد أن الزيارة أتت لتؤكد التزام البحرين بتنويع شراكاتها الدولية، والانفتاح على التجارب الناجحة التي يمكن أن تعزز خطط التنمية المستدامة ورؤية البحرين الاقتصادية، فإعلان رفع مستوى العلاقات بين البلدين من الشراكة الشاملة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية يؤكد استفادة الوطن من الاقتصاد الياباني بما يحمله من خبرات في مجالات الطاقة المتجددة، والتقنيات الحديثة، والبنية التحتية الذكية، يفتح أمام البحرين آفاقًا واعدة للاستفادة ونقل التجارب.
وأشار إلى أن لليابان مكانة خاصة بوصفها شريكاً موثوقاً في التجارة والاستثمار، حيث تمثل البحرين بوابتها إلى أسواق الخليج والمنطقة، وهو ما يجعل من التعاون الاقتصادي فرصة استراتيجية للطرفين، وهو ما مثله مجلس التنمية الاقتصادية عبر تنظيم منتدى البحرين-اليابان للأعمال بالتعاون مع هيئة التجارة الخارجية اليابانية بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال في اليابان.
ولفت إلى أن النتائج الإيجابية لهذه الزيارة تؤكد حكمة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تعزيز الحضور الدولي للمملكة، وتوسيع شبكة علاقاتها مع القوى الاقتصادية العالمية، بما يعود بالخير على الوطن والمواطن، ويجعل من الشراكة البحرينية – اليابانية نموذجاً للتعاون البنّاء بين بلدين صديقين.
وتعكس زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى اليابان نجاح الدبلوماسية البحرينية في بناء جسور تعاون متينة مع الدول الكبرى، وتؤكد الرؤية الاستراتيجية للمملكة في تنويع مصادر الاقتصاد وجذب الاستثمارات النوعية.
كما أن ما شهدته الزيارة من اتفاقيات وتفاهمات، إضافة إلى الاهتمام الإعلامي والشعبي، يجسد مكانة البحرين المتقدمة كدولة فاعلة على الساحة الدولية، تمضي بخطى ثابتة نحو مستقبل مزدهر.