خلال مسيرتي المهنية في المجال الإعلامي والممتدة لسنوات، التقيت بالكثير من الشباب البحريني في مختلف مواقع العمل، سواء في المؤسسات الحكومية أو الأهلية، العديد منهم تميز بشكل واضح في مجاله، وهو ما ولد الثقة الكبيرة التي توليها الدولة والمؤسسات الخاصة للعنصر البشري.
ولا شك أن الثقة الكبيرة التي يوليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للشباب البحريني، تمثل منهج عمل يؤكد أن أبناء البحرين هم رأس المال الحقيقي، وعصب التنمية، والضمانة الأولى لمستقبل مزدهر.
هذه الثقة تتجلى اليوم في توجيه سموه لوزارة العمل بعرض ثلاث فرص وظيفية أمام كل باحث عن عمل مسجل لديها قبل نهاية العام، في خطوة تحمل أبعاداً اقتصادية واجتماعية عميقة، وتعكس إيمان القيادة بقدرات الشباب البحريني الذي عرف عبر التاريخ بالجد والإخلاص والإبداع.
وبالتأكيد، فإن البحريني لم يكن يوماً عابراً في مشهد التنمية؛ فمن الغوص على اللؤلؤ إلى اكتشاف النفط، ومن ثم تأسيس القطاع المصرفي إلى ريادة الأعمال والصناعات، أثبت أبناء البحرين أنهم قادرون على حمل الراية في كل مرحلة، واليوم ومع توسع آفاق الاقتصاد الوطني نحو قطاعات جديدة يواصل البحريني تعزيز تنافسية المملكة وتأكيد حضوره في أسواق العمل الإقليمية والعالمية.
توجيه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يأتي في توقيت مهم، إذ يؤكد على وضع المواطن في صدارة المعادلة الاقتصادية، ويمنحه خيارات متعددة وبما يتناسب مع طموحاته ومهاراته، وهو ما يضمن تسريع وتيرة دمج الشباب في سوق العمل، وينعكس على تعزيز الاستقرار الاجتماعي وزيادة معدلات النمو الاقتصادي، فالمواطن، كما يؤكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، هو غاية التنمية وهدفها الأسمى، وهو المحرك الأساسي لكل خطط وبرامج الدولة.
ولا شك في أن هذه المبادرة تعكس إدراكاً عميقاً للعلاقة التكاملية بين القطاعين العام والخاص، باعتبارهما ركنين في بناء اقتصاد أكثر تنافسية واستدامة، فحين يفتح القطاع الخاص أبوابه للشباب البحريني، ويجد هؤلاء الدعم الكامل من الدولة، تتحول هذه المعادلة إلى قوة مضاعفة تجذب الاستثمارات وتوسع قاعدة الإنتاج الوطني.
إن الاستثمار في الإنسان البحريني هو استثمار في حاضر ومستقبل الوطن، وتوجيه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يجدد التأكيد على الرهان على المواطن باعتباره المورد الأغلى والأكثر استدامة.
اليوم؛ ورغم اختلاف أدوات التنمية، فإن جوهرها يبقى ثابتاً، الإنسان أولاً، حيث يقف المواطن في قلب هذا المشروع الوطني، لا ينتظر المستقبل بل يصنعه، مدعوماً بثقة القيادة ومؤمناً بقدراته، ليبقى قلب التنمية النابض وروحها المتجددة.