عواصم - (وكالات): أعلنت القوى المدنية في مصر، انسحاب ممثليها من الجمعية التأسيسية للدستور المصري، مشدِّدة على أن قرارها نهائي ولا تراجع عنه. وأكد رئيس حزب المؤتمر المصري عمرو موسى، في مؤتمر صحافي عقدته القوى المدنية المصرية بمقر حزب الوفد، أن انسحاب القوى المدنية يعود إلى خلافات كبيرة حول كيفية إدارة الجمعية التأسيسية للدستور بسبب المصالح الضيقة لبعض العناصر التي ترفض قبول الآخر. وقال موسى «المسيطرون على الجمعية التأسيسية من الأحزاب الإسلامية خالفوا كافة الوعود التي سبق وأن أطلقوها والتي تؤكد أنه لا يجب أن نلجأ للتصويت العددي وإنما للتوافق الذي يضم كافة الأطراف وليس الذي يضم البعض ويستبعد البعض الآخر»، نافياً أن يكون الانسحاب بسبب إصرار قوى الإسلام السياسي على تطبيق الشريعة الإسلامية. وحضر المؤتمر قادة أحزاب وحركات تيار مدنية الدولة وأبرزهم رئيس التيار الشعبي المصري حمدين صباحي، والناطق باسم الجمعية التأسيسية للدستور وحيد عبدالمجيد،ود. جابر نصار.وكانت الهيئة العُليا لحزب الوفد أعلنت انسحاب ممثليها من الجمعية التأسيسية للدستور، بعد ساعات قليلة من انسحاب ممثلي الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية وهو ما يُهدِّد قانونية انعقاد الجمعية وعدم توافر النصاب القانوني لاستمرار انعقادها والتصويت داخلها على مواد مشروع الدستور الجديد.وقالت تقارير إن 9 أعضاء من بين 11 عضواً في لجنة استشارية للجمعية التأسيسية بينهم وزير الإعلام الأسبق أحمد كمال أبوالمجد وأستاذ العلوم السياسية حسن نافعة أعلنوا توقفهم عن مساعدة الجمعية.ومن المقرر أن تصوت اللجنة التأسيسية والمكونة من 100 عضو ينتمي معظمهم إلى التيار الإسلامي، على مسودة الدستور الأحد المقبل. من ناحية أخرى، تواصل غضب أهالي محافظة أسيوط جنوب مصر جراء حادث القطار الذي راح ضحيته 47 طفلاً حيث قطع مئات منهم خطة السكك الحديدية مطالبين الحكومة في مصر بحقوق أبنائهم وبالتوقف عن إهمال شؤونهم، حسبما أفاد الأهالي في موقع الحادث وسط بقايا متعلقات أطفال الحادث. وقتل 51 بينهم 47 طفلا واصيب 17 آخرون في حادث تصادم حافلة مدرسة أطفال وقطار في قرية المندرة في أسيوط والتي قتل 18 من أبنائها في الحادث. واكتست قرى منطقة الحادث بالسواد وأقيمت سرادقات العزاء في كل مكان للضحايا الـ51، وهو ما صاحبه غضب كبير في نفوس الأهالي على الدولة. وطرد أهالي المصابين رئيس الوزراء المصري هشام قنديل من المستشفى الجامعي أثناء زيارته للأطفال المصابين، ورددوا هتافات معادية له وللحكومة. وحمَّل قنديل، النظام المصري السابق المسؤولية الكاملة عن الحادث. وقال قنديل، في كلمته أمام منتدى الأعمال المصري التركي بمشاركة نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إنه ذهب لأسيوط لمشاهدة مأساة نتيجة الإهمال والفساد لعقود طويلة، فوجدت رجالاً قادرين ونساء محتسبات، وأنه التقى بأهالي الضحايا منهم من فقد أربعة أطفال ومنهم من فقد خمسة ومن فقد طفله الوحيد الذي توفي والده أثناء ولادته. واستطرد قائلاً في أسيوط وغزة رجال قادرون ونساء محتسبات. وفي سياق آخر، تم تنصيب تواضروس الثاني البابا الجديد للأقباط الأرثوذكس في مصر، أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط، صباح أمس في مقر الكاتدرائية المرقصية في حي العباسية وسط القاهرة. وجرت مراسم تجليس «بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية للأقباط الأرثوذكس» أثناء حفل ديني في حضور رئيس الوزراء المصري هشام قنديل. وكان الرئيس المصري محمد مرسي الذي دعي إلى الحفل أبلغ أنه لن يحضر حفل تجليس البابا الجديد تواضروس الثاني وسيرسل ممثلاً له للمشاركة في الحفل. واختير الانبا تواضروس في 4 نوفمبر الجاري ليصبح البابا الـ118 خلفاً للبابا شنودة الثالث الذي رحل في مارس الماضي بعد أن قضى 40 عاماً على رأس الكنيسة القبطية في مصر. من جهة أخرى، قال مصدر أمني إن 3 قتلى سقطوا وأصيب 12 في اشتباك بالأسلحة النارية بين جنود من الجيش وسكان مسلحين بسبب جزيرة متنازع عليها في النيل على أطراف العاصمة المصرية.
مصر: تصاعد أزمة الدستور بعد انسحاب القوى المدنية من «التأسيسية»
19 نوفمبر 2012