أعلنت وكالة الفضاء البريطانية عن إطلاق 23 مشروعًا دوليًا جديدًا تهدف إلى تعزيز الشراكات العالمية في مجال الفضاء، وتطوير القدرات الوطنية، ودعم النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة.
وتمثل هذه المبادرات المرحلة الثانية من برنامج «صندوق التعاون الثنائي الدولي» (IBF)، الذي يخصص تمويلًا بقيمة 6.5 ملايين جنيه إسترليني لدعم الجامعات والشركات البريطانية في تنفيذ مشروعات ابتكارية بالتعاون مع شركاء من أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا والهند واليابان وليتوانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتغطي المشاريع مجالات علمية وتقنية متنوعة تشمل الطباعة ثلاثية الأبعاد، والزراعة القمرية، وكشف التهديدات المدارية، والتصنيع الحيوي، والأبحاث الطبية، والرادار الفضائي العميق، بما يعكس تنوع الخبرات التي يتمتع بها القطاع الفضائي البريطاني، والذي يوظف أكثر من 55 ألف شخص، ويحقق عائدات سنوية تقدر بنحو 18.6 مليار جنيه إسترليني.
وقالت وزيرة الفضاء البريطانية ليز لويد أن التمويل الجديد يعكس ريادة بريطانيا في مجال الابتكار الفضائي، مشيرة إلى أن هذه المشاريع ستسهم في توفير فرص عمل جديدة، وتعزيز التعاون مع الدول الشريكة، وترسيخ مكانة المملكة المتحدة في صدارة الدول المتقدمة تكنولوجيًا في مجال الفضاء.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية (IAC) في سيدني، تأكيدًا لالتزام الحكومة البريطانية بتوسيع التعاون البحثي والتقني الدولي، ضمن استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز دور قطاع الفضاء في دعم النمو الاقتصادي.
ويأتي هذا الإعلان بعد توقيع اتفاقية تعاون بين وكالة الفضاء البريطانية ووكالة «ناسا» لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لدعم مهام الاستكشاف المستقبلية، إضافة إلى مساهمة علماء بريطانيين في تصميم أداة علمية رئيسية ضمن مهمة «ناسا IMAP» التي أُطلقت في 23 سبتمبر الماضي.
وأوضح الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية، د. بول بيت، أن المشاريع الجديدة تشمل مجالات الاتصالات والدفع الصاروخي ومراقبة البيئة والعلاجات الطبية في بيئة انعدام الجاذبية، مؤكدًا أن هذه الجهود تمثل خطوة جديدة لتعزيز القدرات الوطنية ودعم الابتكار في قطاع الفضاء.
وتتراوح قيمة التمويل المخصص للمشاريع بين 99 ألفًا و499 ألف جنيه إسترليني، وتشمل تعاونًا بين مؤسسات أكاديمية وصناعية من مختلف الدول، لتطوير تقنيات الاتصالات من المدار، وأنظمة الملاحة الذاتية، والطباعة ثلاثية الأبعاد في الفضاء، والبحوث الطبية الحيوية، والزراعة المستدامة في البيئات الفضائية.
ويأتي هذا التطور في وقت تستعد فيه وكالة الفضاء البريطانية للاندماج ضمن وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا في أبريل 2026، لتشكيل وحدة فضائية مدنية موحدة تُعنى بوضع السياسات وتنفيذ الاستراتيجيات الداعمة لتطوير قطاع الفضاء البريطاني وتعزيز موقعه الريادي عالميًا.