أنا لا أؤمن أن المعلم هو فقط من يعلّم، بل هو من يترك أثراً عميقاً فينا، سواء كان جميلاً أو مؤلماً.
ما زلت أذكر معلمتي في الصف التمهيدي، كيف كانت تصرخ عليّ؛ لأنني أضعت الممحاة، وكيف شعرت بالخوف والارتباك. ذلك الموقف علّمني أن الكلمة قد تزرع رهبة لا تُنسى بسهولة.
وفي المقابل، أتذكر معلمة اللغة العربية التي قالت لي: «الغلط مش مشكلة، المهم نتعلم منه». تلك الجملة الصغيرة زرعت فيّ الثقة، وفهمت أن الأخطاء جزء طبيعي من التعلم والنمو.
مع مرور الوقت، أدركت أن الدروس لا تأتي فقط من الصفوف الدراسية، بل من كل من نلتقي بهم: الأب، الأم، الأخ، الصديق، الطبيب، المدير، وحتى العابر في الطريق. كل شخص يمر بنا هو معلّم بطريقة أو بأخرى، يترك أثراً يشكّل جزءاً من شخصيتنا وتجاربنا.
وقد يكون الدرس في الأمانة، أو قسوة الكلمة، أو الإنسانية، أو حتى زرع الخوف للتعلّم. فالحياة سلسلة من الدروس المستمرة.
ختاماً..
أشكر كل من ترك أثراً إيجابياً في حياتنا، وحتى الأشخاص السلبيين علمونا درساً مهماً: أن نقدر قيمة الناس الطيبين. وفي النهاية، يبقى القرار لكل واحد: أن يكون ممن يُشكرون بالخير، ويتركون أثراً إيجابياً، أو ممن يكونون مجرد درس للآخرين. الاختيار دائماً بأيدينا.
وتذكر أنك في كل مكان أنت «المعلم» أما لحق أو صواب.