كتب ـ جعفر الديري: لا يؤمن عباس إبراهيم بأجهزة الهاتف الذكية ويصر على استخدام جهازه القديم، بينما تحلم معصومة سعيد أن تنام يوماً وتصحو لتجد «الجالكسي» و»الآيفون» مختفيين من حياة الناس تماماً. ويزعم سيد علي أحمد أن هذه الأجهزة خربت أذواق الناس «ما نفع هذه الأجهزة إن لم تهذب الإنسان وترفع مستواه المعرفي»، وترى فاطمة عبدعلي أن هذه الأجهزة مفيدة وضرورية إن أحسن استعمالها «ما نفع الأنستغرام إن لم يعرض سوى صور الأطعمة والموائد العامرة».«جالكسي» يمسك بخناقنالا يؤمن عباس إبراهيم بـ»الآيفون» ولا بـ»جالكسي»، ويعتبرها إحدى حبائل الغرب للإيقاع بجيل الشباب «الشركات المصنعة لهذه الهواتف تعمل ليل نهار لمسخ جيل الشباب، وهي اليوم تمسك بخناقهم وتطوعهم كيفما تشاء». ويتألم عباس وهو يجد الشباب خاصة، يتصلبون أمام هذه الأجهزة، في البيت والشارع والعمل وهم يقودون السيارة «تدخل مجلساً عامراً بالناس فلا تجد أحداً يرحب بقدومك أو يرد سلامك أو يتبادل معك أطراف الحديث والسبب دوماً جالكسي وآيفون وبلاك بيري».الرقابة مستحيلة ورغم اعترافها بحجم ما تقدمه هذه الأجهزة من فوائد، تحلم معصومة سعيد أن تنام وتصحو يوماً فلا تجد لجهازي «آيفون» و»جالكسي» أثراً «هذه الأجهزة أفرزت مشكلات شتى في محيط الأسرة، ألا يكفينا ما نحن فيه، حتى تتضاعف مشكلاتنا؟!».وترى معصومة أن أجهزة الهاتف الذكية «حطمت كثيراً من عاداتنا وتقاليدنا وجردتنا منها، تابع ما ينشر في الصحف والمجلات من قضايا تسببها هذه الأجهزة». وتأسف لتشجيع بعض الآباء أبناءهم وحتى الفتيات منهن على اقتناء هذه الأجهرة «يدعونهم لشراء هذه الأجهزة، والرقابة بعد ذلك تكاد تكون معدومة أو مستحيلة بالأحرى».مفيدة بشروطومايزال سيد علي أحمد يصر على اقتناء موبايل واحد فقط، يؤدي وظيفته المحددة وهي التواصل مع الناس بالكلام «شخصياً لا أقتني جالكسي ولا آيفون ولا أي من هذه الأجهزة» ويضيف «زوجتي وأهلي يلحون علي لشراء واحد، ولكن أذني صماء، أنا أكره هذه الأجهزة، ولست أباً لأتحدث عن مساوئها في محيط الأسرة».ويتحدث سيد من واقع حبه للعلم والمعرفة والفنون والآداب «أدرك يقيناً أن هذه الأجهزة ساهمت في تردي الذوق، ولم تقدم جديداً في هذا المجال، ما نفع قصة أو شعر أو لوحة ترسل إليك عبر «الواتس آب» تمر عليها مرور الكرام دون أن تترك في نفسك شيئاً، لتذهب إلى أخرى وهكذا، لتخرج بعد ساعات خالي الوفاض، دون علم ينتفع به، أو فن يهذب ذوقك». وترى فاطمة عبدعلي أن «جالكسي» يمكن الإفادة منه «لكن ما ألاحظه أن استعماله لا يجري وفق المنطق أبداً، ما معنى أن تدخل الأنستغرام فلا تجد سوى صور موائد الطعام العامرة؟! شخصياً لا أستطيع هضم مثل هذه السلوكيات، مجرد صور لا طائل منها، عبث يؤكد أن هذه الأجهزة، سرقت من الناس أثمن ما يملكون وهو الوقت، وخلقت فيهم حباً للاستهتار لا حدود له».