أكد وزير شؤون حقوق الإنسان د.صلاح علي، أنه بصدد التباحث مع الجهات المعنية حول خطوات التوقيع على مجموعة اتفاقات تعزز حقوق العمالة الوافدة، لافتاً إلى أن الوافدين جزء من سكان المملكة وأن حقوق الإنسان لا تُقسّم فئوياً، فيما قالت أمين عام اتحاد الجاليات الأجنبية بيتسي ماثيسون إن البحرين ملتزمة بتطبيق الاتفاقات الدولية بما يصب بمصلحة العامل الأجنبي. وقال الوزير إن تصاعد وتيرة العنف والكراهية والتحريض ضد الأجانب عموماً والعمالة الأجنبية تحديداً "يحتم علينا جميعاً اتخاذ تدابير قانونية وتنفيذية فعالة من أجل التصدي لحملة تعصب ضد الآخر تقودها الجماعات المتطرفة والتأزيمية”. ولفت إلى أن صون ورعاية حقوق العمالة الوافدة جزء أساس من صلب اهتمام الدولة، انطلاقاً من اعتبار هذه الفئة جزءاً حيوياً من سكان المملكة، وأن حقوق الإنسان لا يمكن تجزئتها أو تقسيمها لصالح طائفة أو فئة أو تيار، فكفالة الحقوق الإنسانية تشمل جميع السكان من مواطنين ومقيمين وزوار.وأضاف أن المتورطين في حوادث الاعتداءات المأثومة على الأجانب في الفترة الأخيرة يلاحقون لتنالهم يد العدالة، مشيراً إلى أن البحرين بلد الحق والمؤسسات وتنفيذ القانون هو الفيصل.وثمن صلاح علي دور الجاليات الأجنبية في بناء مسيرة التنمية الوطنية بالبحرين طوال السنوات الماضية، مبيناً أن هذه الجهود مقدّرة وأن ذلك دليل على طبيعة الدولة والمجتمع القائمة على التسامح والتعايش باعتبارها السمة الرئيسة الغالبة في تكوين المملكة وتنشئة البحرينيين منذ الصغر.وأكد أن الاعتداءات ضد الأجانب في البحرين ليست من طبيعة وأخلاق المواطن البحريني، وأن هذه التصرفات العدوانية جاءت نتيجة التحريض المبرمج من قبل المتطرفين ومنابر التحريض وخطابات الكراهية.ونبه إلى أن الجاليات الأجنبية تحظى بكل الاحترام والتقدير من قبل الحكومة وأجهزة الدولة والقطاعات المختلفة، ممن تقدّر الدور الجليل والإسهامات النبيلة لمختلف أبناء الجاليات الأجنبية المقيمة على أرض البحرين، لافتاً إلى أن المملكة احتضنت الجميع من مواطنين ومقيمين وسياح. وقال الوزير إنه بصدد التباحث مع مختلف الجهات المعنية في الدولة والتشاور حول الخطوات المقبلة للتوقيع على مجموعة اتفاقات تعزز حقوق العمالة الوافدة وتصونها وترعاها، تأكيداً للحقوق الإنسانية المقررة لهذه الفئة في الاتفاقات والمواثيق الأممية والعمالية.وذكر الوزير أن "الإنسان يظل محور عملنا، ونعمل ما بوسعنا للنهوض به اجتماعياً وتربوياً وثقافياً، وتقديم كافة أشكال الدعم والرعاية له، بما يؤدي لبناء وطن متكافلٍ متماسكٍ”، مؤكداً أن "البحرين هي مملكة السلام وتعلمنا منها المحبة والخير لكل البشرية، وشهد لها التاريخ بدعوتها للوحدة وتمسكها بثقافة التسامح الفكري وهي خير أنموذج للتعايش والتكامل مع مختلف الأديان”.وأشاد صلاح علي بدور اتحاد الجاليات الأجنبية في نشر الثقافة الحقوقية بالمملكة، وما لها من أثر إيجابي في توعية العمالة الوافدة. وقال الوزير إن البحرين مملكة التسامح والإنسانية منذ عقود طويلة، وتعاقبت عليها الأجيال بما يؤكد تجذر قيم التآخي والمحبة في تنشئة الأسرة البحرينية المجبولة على الخير والتعامل بإنسانية مع مختلف مكونات المجتمع، وخاصة مع المقيمين من العمالة الوافدة أو من سياح المملكة من مختلف الدول.من جهتها ثمَّنت ماثيسون التزام البحرين بتطبيق الاتفاقات الدولية التي تصب في مصلحة العامل الوافد، مشيدة بجهود وزارة شؤون حقوق الإنسان في المتابعة الدائمة لأنشطة وفعاليات الجمعية الهادفة إلى حفظ حقوق العمالة الوافدة ونبذ العنف بكافة أشكاله.