قالت استشارية الأمراض الروماتيزمية وهشاشة العظام وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. سحر سعد إن اليوم العالمي للأمراض الروماتيزمية يُصادف مناسبة مهمة لتسليط الضوء على فئة كبيرة من الأمراض المزمنة التي قد تمس مختلف الأعمار، من الأطفال حتى كبار السن، موضحة أن البعض يظن أن الروماتيزم يقتصر على آلام المفاصل، إلا أن الحقيقة أوسع بكثير، فالأمراض الروماتيزمية تشمل طيفاً متنوعاً من الاضطرابات المناعية والالتهابية التي قد تصيب المفاصل والعضلات والأوعية الدموية وأحياناً الأعضاء الداخلية مثل الرئتين والكليتين.

وقالت د. سحر سعد في تصريح لـ"الوطن" إن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن الملايين حول العالم يعانون من أمراض روماتيزمية بدرجات متفاوتة، وأضافت أنها من الأسباب الشائعة للإعاقة المزمنة وفقدان القدرة على العمل، خاصة عند تأخر التشخيص أو إهمال العلاج.

وأوضحت أن الهدف من إحياء هذا اليوم هو رفع الوعي، مشيرة إلى أن التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المنتظمة يُحدثان فرقاً هائلاً في مسار المرض، ويُقللان من المضاعفات، وأضافت أن هذا اليوم يُذكّرنا أيضاً بأهمية الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى، لأن التحديات لا تقتصر على الألم الجسدي فحسب، بل تمتد لتؤثر على نوعية الحياة والعمل والعلاقات.

وأكدت د. سحر سعد أن السنوات الأخيرة شهدت ثورة في علاج الأمراض الروماتيزمية، بدءاً من العلاجات البيولوجية والدوائية الموجهة وصولاً إلى أساليب إعادة التأهيل والدعم الغذائي، وأضافت أن كثيراً من المرضى أصبحوا قادرين على ممارسة حياتهم بشكل شبه طبيعي إذا التزموا بالعلاج الصحيح.

وخلصت إلى أن: "رسالتنا في هذا اليوم ألا نتجاهل الألم المزمن أو التورم بالمفاصل، وأن نستشير الطبيب المختص مبكراً، مع دعم المرضى نفسياً واجتماعياً، فهم بحاجة إلى التفهم بقدر حاجتهم إلى العلاج".