يمثل استقبال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، لرواد الأعمال البحرينيين الأسبوع الماضي، حدثاً ذا أهمية قصوى ورسالة واضحة تؤكد على المكانة المتميزة التي يحظى بها قطاع ريادة الأعمال في مملكة البحرين. لم يكن هذا الاستقبال مجرد لقاء بروتوكولي، بل هو توجيه ملكي سامٍ يضع رواد الأعمال في صلب الأجندة التنموية للدولة، ويشدد على أنهم شريك أساسي في بناء المستقبل الاقتصادي المزدهر.
ولطالما كانت البحرين رائدة في المنطقة في دعم جيل المُبادرين، مُدركة أن الشباب الطموح هم المصدر الأهم للثروة الوطنية، ويُترجم هذا الدعم إلى منظومة متكاملة، لا تقتصر على التمويل فحسب، بل تمتد لتشمل توفير البيئة التشريعية المرنة، والبنية التحتية الرقمية المتقدمة، وبرامج الاحتضان والتوجيه عالية الجودة. إن هدف المملكة واضح: إزالة العقبات أمام رواد الأعمال لكي يتمكنوا من تحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع ناجحة تخدم الاقتصاد الوطني.
في الواقع، إن أهمية ريادة الأعمال تتجاوز مجرد تأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة؛ فهي في جوهرها محرك للابتكار وأداة لخلق فرص العمل النوعية. في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، تُعد الشركات الناشئة مصدراً حيوياً للوظائف الجديدة، حيث توفر فرص عمل للشباب البحريني في مجالات المستقبل مثل التكنولوجيا المالية، والسياحة، والخدمات اللوجستية. علاوة على ذلك، تُسهم ريادة الأعمال في تنويع مصادر الدخل وتطوير الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط، مما يعزز من مرونة المملكة وقدرتها على المنافسة عالمياً. الابتكار الذي يقدمه رواد الأعمال يدفع عجلة التطوير الاقتصادي من خلال تقديم حلول جديدة وفتح أسواق لم تكن موجودة من قبل.
وتتميز مملكة البحرين بوجود عدد من الجهات الداعمة التي تعمل بتناغم لخدمة رواد الأعمال، فصندوق العمل «تمكين» يوفر الدعم المالي والتدريبي لنمو المؤسسات، ومجلس التنمية الاقتصادية يعمل على جذب الاستثمارات إلى القطاعات الحيوية ودعم الشركات الناشئة، كما تلعب مؤسسات التمويل مثل بنك البحرين للتنمية دوراً محورياً في توفير السيولة، وتعمل الحاضنات والمسرعات على صقل المهارات وتحويل الأفكار الأولية إلى خطط عمل قابلة للتطبيق.
إن الاستقبال الملكي الأخير لرواد الأعمال هو رسالة قوية تؤكد على هذا الالتزام، وتدعو رواد الأعمال إلى مضاعفة الجهد، مطمئنين إلى أن القيادة الحكيمة في البحرين تقف خلفهم لدعم إبداعهم وطموحهم.