تُعد مملكة البحرين مثالاً يحتذى بها في مجال التعليم، حيث تحتضن رؤية البحرين الطموحة لتطوير نظام تعليمي شامل يلبّي احتياجات جميع أفراد المجتمع. بدءاً من التعليم التقليدي، وصولاً إلى الابتكار في التعليم الإلكتروني، جهود واضحة من المملكة إلى تحقيق التميّز الأكاديمي من خلال دمج التكنولوجيا في الممارسات التعليمية، ما يفتح آفاقاً جديدة أمام الأجيال القادمة، ويمكّن من التفاعل مع عالم متغيّر بسرعة.
وكانت توجيهات سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في إنشاء مدارس المستقبل في عام 2004 لربط التكنولوجيا في التعليم وربط جميع المدارس بالشبكة الإلكترونية والعمل بعد ذلك على التمكين الرقمي في التعليم، لها دلالة على تحقيق كفاءة في العملية التعليمية، وأيضاً التكيّف مع التغيّرات العالمية، لاسيما في المجال التكنولوجي والتقني، فالاستثمار في التعليم من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي.
وكان إطلاق مملكة البحرين لجائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة الاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم التي تأسست عام 2005 بمبادرة كريمة ودعم من مملكة البحرين وشراكة استراتيجية مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، لها من الأهمية في تعزيز التعليم وتشجيع على المبادرات التعليمية المبتكرة، وتهدف إلى تكريم الأفراد والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية التي تعمل على تنفيذ مشاريع مبتكرة لتحسين جودة التعليم وتطوير طرق التدريس ونشر أفضل الممارسات التعليمية والعديد من الأهداف السامية، وتُعد هذه الجائزة العالمية الوحيدة التي تُعنى بمجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم.
وقد شهدت المملكة، منذ فترة، حفل تسلّم جائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم الذي أُقيم في جامعة البحرين، حيث أناب حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله لحضور حفل تسليم الجائزة.
ويُعد هذا الحدث استثنائياً في أن يقام الحفل لأول مرة خارج مقر المنظمة في باريس، وذلك بمناسبة مرور عشرين عاماً على إطلاق الجائزة. وخلال هذه السنوات كرّمت هذه الجائزة 34 مشروعاً مبتكراً من 21 دولة حول العالم.
هذه الجائزة تعني الكثيرة بالنسبة لمملكة البحرين، كونها رافداً مهماً لدعم الثقافة والتعليم، وتُسهم في رفع الوعي حول القضايا المرتبطة بالتعليم لتحقيق التنمية، وهي أيضاً تعزّز من التعاون الدولي لتوسيع شبكة العلاقات التعليمية مع الدول الأخرى في تبادل الخبرات والمعرفة، وبذلك تحقق المملكة دوراً جلياً في تعزيز الهوية الثقافية والوطنية في تطوير المجتمعات والشعوب وتعزيز الابتكار، مما يدعو للفخر والاعتزاز بهذه الجائزة العظيمة.