أشاد د. علي بن ماجد النعيمي، عضو مجلس النواب، بمضامين الكلمة السامية التي تفضل بإلقائها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم – أيده الله ورعاه – بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي السادس، مؤكدًا أن الكلمة الملكية جاءت وثيقة وطنية جامعة تحمل في طياتها رؤية متكاملة لبناء المملكة، وتُجسد عمق الفكر الملكي في ترسيخ دعائم التنمية الشاملة القائمة على الإنسان، وتعزيز الهوية الوطنية، واستشراف المستقبل بثقة واقتدار.

وقال النعيمي إن جلالته – أيده الله – قدّم من خلال كلمته السامية منهجًا قياديًا رفيعًا يقوم على الموازنة بين الأصالة والتحديث، مؤكدًا أن إشادته بأداء السلطة التشريعية في ممارسة دورها التشريعي والرقابي تمثل إيمانًا ملكيًا بدورها في ترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية، وتعزيز العمل المؤسسي القائم على التعاون البنّاء مع السلطة التنفيذية، بإشراف ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – الذي يقود مرحلة التحديث الحكومي والإداري والاقتصادي بروح وطنية مسؤولة، جعلت من العمل المشترك نموذجًا يحتذى في الإدارة الرشيدة.

وأضاف النعيمي أن تأكيد جلالته على قرب الانتهاء من التعديلات على قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر يعكس الحرص الملكي على تطوير المنظومة الإعلامية الوطنية وضمان حرية التعبير في إطار من المسؤولية المهنية، بما يعزز الثقة في الإعلام الوطني كأداة لبناء الوعي، وترسيخ مكانة البحرين كمنبر للانفتاح والتعددية واحترام الرأي.

وأشار النعيمي إلى أن توجيه جلالته بالاهتمام بالباحثين عن عمل ودعم المبادرة الوطنية التي أعلنها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لتوفير فرص نوعية للشباب البحرينيين، يترجم عمق الإيمان الملكي بأن المواطن هو أساس التنمية وغايتها، مؤكدًا أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا عمليًا للتكامل بين القيادة والحكومة والقطاع الخاص في خلق بيئة عمل مرنة وعادلة تفتح آفاقًا أوسع للمشاركة الوطنية في الاقتصاد الوطني.

وأضاف أن الكلمة السامية حملت رسائل رفيعة حول الهوية الوطنية التي شدد جلالته على ضرورة صونها وترسيخها، بما تتضمنه من قيم التسامح والاعتدال والولاء للوطن، مشيرًا إلى أن هذا التوجيه السامي يؤكد حرص جلالته على الحفاظ على وحدة المجتمع البحريني وتماسك نسيجه الاجتماعي، بوصفه الضمانة الأولى لأمن الوطن واستقراره.

وبيّن النعيمي أن جلالته أولى في كلمته اهتمامًا واضحًا بالتنمية العلمية والمعرفية والتحول التكنولوجي، حيث وجّه إلى التركيز على التطور العلمي والصناعي والإنتاجي كرافدٍ للنمو الاقتصادي المستدام، مؤكدًا أن توجيهاته بشأن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في التعليم والصحة والصناعة والتنمية الحضرية تُبرز وعيًا ملكيًا متقدمًا بأهمية الاستعداد لعصر الثورة الرقمية، وبناء اقتصاد معرفي قادر على المنافسة عالميًا.

كما نوّه النعيمي بما تضمنه الخطاب الملكي من دعوة إلى استثمار الطاقة المتجددة واستكشاف الفضاء الخارجي وتطوير القطاعات الحيوية، باعتبارها مجالات استراتيجية لتعزيز الاستقلالية الاقتصادية وحماية البيئة الوطنية، مؤكدًا أن إشادة جلالته بتاريخ البحرين في تجارة اللؤلؤ الطبيعي تمثل استحضارًا رمزيًا لهوية الوطن الاقتصادية والثقافية، وتجديدًا للعهد بالمحافظة على الإرث الوطني الذي شكّل وجه البحرين الحضاري عبر التاريخ.

وأشاد النعيمي بإشادة جلالته بالشباب البحريني وما حققوه من إنجازات علمية ومعرفية مشرفة، ولاسيما الإطلاق الناجح للقمر الصناعي البحريني، معتبرًا أن هذا التقدير السامي يعكس الثقة الملكية بقدرات الشباب، ويؤكد أن البحرين تمتلك من الطاقات ما يؤهلها لمواصلة مسيرة التميز في ميادين الابتكار والإبداع، مشيرًا إلى دور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في رعاية الشباب وتنمية قدراتهم الوطنية والعلمية.

كما أكد النعيمي أن جلالته عبّر في كلمته عن رؤية إنسانية عميقة تجاه قيم السلام والتعاون الدولي، حيث شدد على أن البحرين ماضية في نهجها الراسخ الداعي إلى السلام العادل والشامل، بوصفه أساسًا لاستقرار الشعوب وازدهارها، منوهًا بأن هذا التوجه الإنساني يجسد الوجه الحضاري للمملكة ورسالتها القائمة على الحوار والاحترام المتبادل بين الأمم.

وأضاف أن تقدير جلالته لقوات الدفاع والأمن وما تمثله من ركيزة لأمن الوطن واستقراره يعكس إدراكًا ملكيًا بأن الأمن الشامل هو أساس التنمية وركيزة استمرار البناء الوطني، مشيدًا بما توليه القيادة من اهتمام بتطوير القدرات الدفاعية والأمنية وتسليحها بأحدث التقنيات، لتظل الحارس الأمين للوطن والمواطن.

واختتم النعيمي تصريحه مؤكدًا أن الكلمة السامية لجلالة الملك المعظم تمثل نبراسًا وطنيًا يواكب الأمور المتجددة ومنهجًا عمليًا لمسيرة البحرين ، إذ جمعت بين الحكمة والرؤية والواقعية، لتؤكد أن مملكة البحرين تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا، بقيادة جلالة الملك المعظم – حفظه الله ورعاه – وبدعم ومتابعة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وبعزيمة أبنائها المخلصين الذين يواصلون العمل لإعلاء راية الوطن في كل ميدان.