تمارس مؤسسات الدول دوراً هاماً في بناء مجتمع ذي مستوى متطور في الوعي السياسي، ومن أبرز تلك المؤسسات التي يقع على عاتقها ذلك الدور هي المؤسسة الإعلامية والمؤسسة التعليمية.إن الجانب الإعلامي يعتبر القوة الضاربة للدولة لنشر أيديولوجيتها وأفكارها وبرامجها وخططها، فلذلك يجب أن تلعب وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة دوراً حقيقياً في نشر ركائز الثقافة السياسية للمجتمع، عن طريق إقامة البرامج والأنشطة لتحقيق هذا الهدف المنشود.أما الجانب التعليمي في البحرين يكاد لا يذكر عندما نتحدث عن الثقافة السياسية، فهناك نقاط ضعف مازالت موجودة في أروقة المؤسسات التعليمية في البحرين، فالمؤسسات التعليمية تعاني من ضعف وقلة المناهج التعليمية التي تتطرق للثقافة السياسية إن لم تصل أحياناً إلى العدم، وعلى سبيل المثال فإنه ليس هناك مواد دراسية عن الثقافة السياسية بجامعة البحرين، ولا يوجد قسم للعلوم السياسية بهذه الجامعة في الوقت الذي تريد الحكومة البحرينية أن تبني نظاماً سياسياً ديمقراطياً! نتيجة ذلك فإننا نرى مخرجات التعليم تعاني من الجهل في شؤون الثقافة السياسية، حيث يتخرج الطالب الجامعي وليس لديه المعلومات الأساسية عن النظام السياسي البحريني، ولو سألت أحد طلاب جامعة البحرين عن الفرق بين مجلس النواب والمجلس البلدي لوجدت علامات الاستفهام تعتلي وجوههم. وأخيراً مؤسسات المجتمع المدني، ويندرج تحت مظلة مؤسسات المجتمع المدني النقابات العمالية والمهنية والجمعيات الأهلية والاجتماعية والجمعيات السياسية، كل تلك الأطراف دورها في نشر الثقافة السياسية للمواطن بسيط ويكاد أن ينعدم، في الوقت الذي تعتبر مؤسسات المجتمع المدني حلقة وصل ما بين الحكومة والشعب ويحتم الأمر عليها أن ترفع من مستوى الوعي السياسي للمجتمع.ومن جانب آخر، ساهمت بعض مؤسسات المجتمع المدني بنشر الأفكار الرجعية كالطائفية في المجتمع البحريني، حتى بلغ الأمر إلى حد أن تقوم بعض تلك المؤسسات بتجنيد أعضائها ومنتسبيها نحو التجنيد السياسي الطائفي.راشد إسماعيل