في موسم أسبوع الشجرة، تتجدد الفرصة لتذكيرنا بأن الشجرة أكثر من مجرد رمز أو صورة أمام العدسات، فهي حياة تنمو بصبر، وجذور تتعمق في الأرض، وأغصان تحمل وعد المستقبل، هذا العام، حين نغرس الشجرة ونسقيها، لا نحتفل فقط بالرمزية، بل نخطو خطوة أولى في رحلة مستمرة سنوياً، حيث تتحول الصورة أمام الكاميرا إلى بداية قصة حية، تُظهر اهتمامنا بالأرض، التي هي خير الوطن، وتعكس الهوية الوطنية في كل قطرة ماء تُسقى بها الشجرة.
اللحظة التي تُلتقط فيها الصورة ليست الغاية، بل الرمز الذي يذكرنا بالمتابعة والالتزام، في العام المقبل، ستروي الشجرة قصة نموها: قوة جذورها، امتداد أغصانها، وثمار الجهد المستمر المبذول في رعايتها، كل صورة سنوية تصبح شهادة على العناية المتواصلة، وعلى أن الاستدامة ليست شعارات أو احتفالات عابرة، بل فعلاً متواصلاً يحتاج الصبر والدقة والانتباه، هذه الرحلة السنوية تجعل كل احتفال تجربة تعليمية، تلهم الصغار والكبار على حد سواء، وتزرع فيهم معنى الرعاية والمسؤولية تجاه البيئة والوطن.
ومع مرور السنوات، تتحول الشجرة إلى مثال حي للثمار المتحققة من الجهد المستمر، كل ورقة جديدة، وكل ثمرة تنمو على أغصانها، تحكي عن رعاية مستمرة وعن رؤية تنموية تراعي الزمن وتحافظ على الطبيعة، وتصبح بمثابة درس عملي في الولاء الوطني، هذه الصور التي تتجدد عاماً بعد عام ليست مجرد لحظة، بل حلقات متصلة تروي كيف أن الرعاية المستمرة للأرض تجسد حب الوطن وتعزز الهوية الوطنية، وتحوّل الرمزية إلى واقع ملموس يراه الجميع ويشعر به.
إن متابعة الشجرة عاماً بعد عام تعلمنا أن الزرع وحده لا يكفي، وأن النمو الحقيقي يتحقق بالاهتمام المستمر والرعاية الدقيقة والمستمرة، كل صورة تُلتقط بعد ذلك تصبح حلقة في سلسلة مستمرة من المعرفة والوعي، تثبت أن الرعاية والصبر هما ما يصنعان الفرق، وأن الوطن يتجسد في كل قطرة ماء، وفي كل ورقة تنمو، وفي كل ثمرة تتحقق، وهكذا، تصبح الشجرة خلف الصورة، والوطن في كل قطرة، رسالة حيّة تُلهم الأجيال على العطاء والاستدامة والمحافظة على ما هو ثمين.* إعلامية وباحثة أكاديمية