يوافق اليوم ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. وبهذه المناسبة، نرفع لسموه أسمى آيات التهاني، متمنين له دوام الصحة، ومزيداً من التوفيق في مسيرة عطائه المتواصلة من أجل البحرين وشعبها الكريم.

منذ سنوات شبابه الأولى، ظهرت في سموه سمات القيادة، مستلهماً القيم والمبادئ من والده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ومن جده المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. وقد انعكست تلك القيم على شخصية سموه التي تتسم بالعدل والتواضع وحب خدمة الوطن.

أسهم سمو الأمير في تعزيز مسيرة الدولة الحديثة عبر رؤى متجددة ومنهج واقعي اعتمد على تطوير الأداء الحكومي وتعزيز كفاءة المؤسسات. وقد تميزت قيادة سموه بالمرونة في التعامل مع التحديات، وبتركيزه على النتائج الفعلية، من خلال نموذج إداري يرتكز على الحوار والاستماع وتقدير الكفاءات الوطنية.

ومن أجمل ما قدمه سموه هو ترسيخ مفهوم «فريق البحرين»، الذي لم يكن شعاراً مرحلياً، بل أصبح فلسفة عمل مؤسسي تهدف إلى تعزيز روح العمل الجماعي، وتحفيز الجميع على المشاركة الفاعلة في خدمة الوطن، ضمن رؤية موحدة تنطلق من الولاء والانتماء.

وفي مواجهة جائحة كورونا، قدم سموه نموذجاً يُحتذى به في إدارة الأزمات، حيث تابع مجريات الأمور عن كثب، وحرص على توجيه فرق العمل بحكمة ومسؤولية، مما عزز ثقة المجتمع في قدرة الدولة على تجاوز المحن وتحويل التحديات إلى فرص.

لقد حرص سموه، عبر مسؤولياته القيادية، على الاستثمار في الإنسان البحريني بوصفه الثروة الحقيقية لبناء الوطن، حيث ركّز على دعم التعليم والتدريب وتمكين الشباب، إيماناً منه بأن النهضة المستدامة تقوم على عقول وطنية مؤهلة ومبدعة. وقد انعكس هذا التوجه في عدد من البرامج والمبادرات التي استهدفت بناء جيل قيادي قادر على صناعة المستقبل.

كما شكّلت الشفافية والمساءلة ركائز أساسية في فلسفة سموه الإدارية، إذ عمل على ترسيخ مفاهيم الحوكمة والعدالة في العمل الحكومي، بما يعزز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة. وقد ساهم هذا النهج في بناء بيئات إدارية تتسم بالكفاءة والفاعلية، وجعل من الأداء المؤسسي مرآة حقيقية لمستوى الطموح الوطني.

اليوم، يقود سموه مسيرة التنمية الشاملة في مختلف القطاعات، واضعاً نصب عينيه أهمية تمكين الكفاءات البحرينية، وتطوير المؤسسات على أسس من الإبداع والمساءلة، بما يضمن استدامة التقدم وتعزيز مكانة البحرين إقليمياً ودولياً.

وفي هذه الذكرى، نستحضر المسيرة الحافلة لسموه، وما تحقق خلالها من إنجازات نوعية، ونعبّر عن اعتزازنا بقيادته التي تمزج بين الرؤية المستقبلية والبعد الإنساني، وتعكس نموذجاً معاصراً في فن الإدارة والقيادة.كل عام وسمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بخير، داعين الله أن يحفظه ويديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والاستقرار والازدهار في ظل قيادتنا الرشيدة.