تقرير - ولاء الحجاوي:غرقت شوارع البحرين مرة أخرى يوم أمس إثر هطول أمطار متفرقة في ساعات الصباح الأولى، حيث برزت المشكلة الأزلية في تجمع برك المياه التي تعيق حركة سير المواطنين والمركبات والتي عانى منها المواطنون منذ سنوات طويلة، في ظل استمرار تقاذف مسؤولية مصارف مياه الأمطار بين وزارتي "البلديات” و«الأشغال”.ورصدت "الوطن” خلال جولة في عدد من شوارع المملكة تجمع مياه الأمطار فيما يشبه برك السباحة، فضلاً عن اختناقات مرورية غير معتادة في طرق البحرين، مما أدى إلى تأخر المواطنين في الوصول إلى أعمالهم أو مدارسهم، وحوالي 33 حادثاً مرورياً.وأرجع خبراء السبب في التجمع السنوي لمياه الأمطار في الأماكن ذاتها إلى إهمال وزارتي البلديات و الأشغال، حيث وبالرغم من توقعات الأرصاد الجوية بقرب هطول أمطار، حيث لم تجريا الضيانة المعتادة لشبكات تصريف مياه الأمطار الموجودة.وبينوا أن بعض المناطق لم تشملها مشاريع تصريف الأمطار حتى الآن، ومن الواجب على الجهة المعنية توفير صهاريج شفط المياه فيها لتلافي المشكلة، بدلاً من تقاذف المسؤوليات بين الأشغال والبلديات.واشتكى المواطنون من تأخر وصولهم إلى أعمالهم بسبب تجمع برك مياه الأمطار، حيث أدت الاختناقات المرورية إلى وقوفهم في لمدة تزيد عن الساعتين في عدة طرق، بينما أكد آخرون أن "مشوار الـ7 دقايق أخذ ساعة كاملة”.ومن جانب آخر تناقل المواطنون عبر شبكات التواصل الاجتماعي و«البلاك بيري” نكات وصور حول تجمع الأمطار، فيما راح البعض لتحذير الأهل والأصحاب من أماكن الازدحام أو تجمع برك الأمطار.وتفاعل المواطنون مع تجمع برك الأمطار بسخرية تامة مما يحدث سنوياً في ظل تبادل الاتهامات بالتقصير من قبل الجهات الرسمية المعنية، حيث علق أحد المواطنين في "تويتر” بأنه "حفظ أماكن تجمع مياه الأمطار في عقله نتيجة لتكرارها سنوياً، مما جنبه الوقوع في الاختناقات المرورية”.وبينوا أن بعض المناطق لم تشملها مشاريع تصريف الأمطار حتى الآن، ومن الواجب على الجهة المعنية توفير صهاريج شفط المياه فيها لتلافي المشكلة، بدلاً من تقاذف المسؤوليات بين الأشغال والبلديات حول شفط المياه.وأعلنت إدارة الأرصاد الجوية في نشرتها للأحوال الجوية أن الطقس في المملكة سيشهد رياحاً متقلبة الاتجاه ولكنها جنوبية شرقية بوجه عام من 5 إلى 10 عقد وتصل من 12 إلى 17 عقدة مع هبات تصل إلى 30 عقدة أحياناً وتتحول إلى شمالية غربية من 10 إلى 15 عقدة وتصل من 15 إلى 20 عقدة خلال فترة الظهيرة اليوم الاربعاء. وستكون حالة البحر من قدم إلى قدمين قرب السواحل ومن 3 إلى 5 أقدام في عرض البحر ويصل إلى 7 أقدام أثناء الهبات، فيما توقعت أن تكون درجة الحرارة العظمى 25 درجة مئوية والصغرى 22 درجة مئوية، ودرجة الرطوبة العظمى 85 بالمئة والصغرى 45 بالمئة.وكانت إدارة الأرصاد الجوية قد أكدت عدم استقرار الطقس في المملكة، كما أشار فلكيون إلى أن "ما تشهده البلاد من تساقط للأمطار يقع ضمن فترة الوسم والتي تعد أمطارها موسمية بسبب تكرارها خلال هذه الفترة من كل عام، وأوضحوا ان فرص الامطار لم تنته وستظل قائمة على فترات متقطعة خلال هذه الفترة وحتى بعد نهاية موسم الوسم أوائل الشهر المقبل والذي يعد إيجابياً هذا العام، لعوامل عدة منها استمرار عبور السحب على المنطقة وتساقط الامطار بوتيره شبة أسبوعية”.ومع بدء فصل الشتاء وعدم وجود استعدادات رسمية لموسم الأمطار هذا العام، ومع استمرار تقاذف وزارتي "البلديات” و«الأشغال” للمسؤوليات بصورة مستمرة كالاعوام السابقة، فقد نتعامل مع نفس الأزمات التي تخلفها الأمطار والتي تسبب تجمع مياه الأمطار في الشوارع لأيام، وخصوصاً بالقرب من المدارس والمؤسسات والمصالح الحكومية والخاصة ما يعرقل حركة المرور، فضلاً عن تعطل محركات السيارات وانحشارها في الشوارع بسبب وجود كميات كبيرة من برك الأمطار، بالإضافة إلى المنازل المتهالكة والتي تغرق وسط مياه الأمطار الامر الذي يتطلب زيادة موازنة عوازل الأمطار والصيانة للمنازل من أجل تجنب مثل هذه الازمات.والمشكلة الحقيقية تكمن في عدم التزام كل وزارة بالمهام المنسوبة لها، حيث إن وزارة الأشغال تتحمل مهمة الشوارع الخارجية، فيما تتحمل وزارة شؤون البلديات مسؤولية الشوارع الداخلية للمناطق والقرى.كما يفترض على الجهات المسؤولة وضع خطة مسبقة لموسم الأمطار ذات فترة زمنية محددة لإنهاء هذه المشاكل التي تظهر في موسم الأمطار، والعمل على توفير عدد أكبر من الصهاريج لشفط مياه الأمطار واستئجار صهاريج أكثر في حال لم يكفِ هذا العدد، وإنشاء مصارف لمياه الأمطار في أنحاء متفرقة في البلاد، بالإضافة إلى توفيرالمضخات في الشوارع والساحات التي تتجمع فيها مياه الأمطار.
الأمطار تغرق الشوارع و«البلديات» و«الأشغال» تتقاذفان المسؤولية
٢١ نوفمبر ٢٠١٢