وليد صبري


قال أخصائي طب العائلة وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. يوسف التحو إن سرطان الثدي من أكثر الأمراض التي تثير القلق لدى النساء وعائلاتهن، لكنه في الوقت نفسه أصبح واحداً من أكثر أنواع السرطان التي يمكن السيطرة عليها بفضل التقدم الطبي والتكنولوجي.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم أداة مهمة في قراءة صور الأشعة مثل الماموغرام والرنين المغناطيسي، حيث يتمكن من تحليل آلاف الصور بسرعة فائقة ورصد تغيرات دقيقة جداً قد لا تتمكن العين البشرية من ملاحظتها، مشيراً إلى أن ذلك ساعد على تقليل الأخطاء في التشخيص ورفع فرص اكتشاف الأورام في مراحل مبكرة، وهو ما يضاعف نسب الشفاء بشكل ملحوظ.

وتابع أن دور التكنولوجيا لا يقتصر على التشخيص فحسب، بل يمتد إلى تصميم العلاج الأنسب لكل مريضة، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل البيانات الجينية والسريرية يساعد الأطباء على اختيار الأدوية الأكثر فعالية وتجنب العلاجات غير الضرورية ذات الآثار الجانبية القاسية. وبيّن أن هذه النقلة تُعرف بالطب الشخصي، حيث يصبح العلاج مصمماً بدقة ليناسب كل حالة على حدة، مما يجعل رحلة العلاج أكثر فاعلية وأقل مشقة.

وأشار إلى أن التكنولوجيا تسهم كذلك في متابعة حالة المريضة خلال مراحل العلاج المختلفة، إذ تعمل الأنظمة الذكية على تنظيم نتائج الفحوصات وعرضها بشكل متكامل للطبيب، ما يسهّل عملية اتخاذ القرار ويجعل المريضة أكثر اطمئنانًا لوجود خطة علاجية واضحة ومدروسة.

وختم التحو بالتأكيد على أن دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجال مكافحة سرطان الثدي لم يعد فكرة مستقبلية، بل أصبح واقعاً يُطبق اليوم في كبرى المراكز الطبية حول العالم، موضحاً أنه لا يحل محل الطبيب لكنه يوفر له "عيناً ثانية" أكثر دقة وذاكرة لا تنسى التفاصيل، معتبراً أن التعاون بين خبرة الإنسان وقوة التكنولوجيا فتح آفاقاً جديدة لمواجهة المرض وحوّل السرطان من مصدر خوف إلى قصة أمل وشفاء.