نيفين مدور - تصوير: أيمن المدهون


إنجاز جديد يُضاف إلى سجل البحرين، صنعه طالب آمَن بأن المعرفة كطريق أسمى نحو التميز، فبين أكثر من 32 مليون طالب وطالبة من 50 دولة، حصد الطالب محمد جاسم المركز الثاني في تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة، ليُثبت أن الكلمة يمكن أن تكون طريقاً للمجد. وفي الحفل الختامي الذي أقيم مؤخراً في دبي، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كان محمد جاسم نجماً مضيئاً يرفع اسم البحرين عالياً.

محمد جاسم مبارك، الطالب البحريني الذي جمع بين الفصاحة والثقافة، نموذجاً لجيل يؤمن بأن القراءة ليست هواية، بل حياة، إنه فخر لبلاده، ورسالة متجددة بأن صوت المعرفة لا يُهزم. وفي لقاء أجرته «الوطن» مع الفائز البحريني، تحدّث محمد عن رحلته مع القراءة، وعن الشغف الذي جعله يقف بثقة على منصة التتويج:

هل توقعت أن تحصد المركز الثاني في تحدي القراءة العربي؟

- كنت واثقاً من ذلك، لأن الكتب التي قرأتها لن تذهب هباءً. وضعت هذا الهدف أمامي منذ بداية مشاركتي في التحدي، وكنت مؤمناً بقوة الكتاب وأثره العميق في نفوس المتلقين.

كيف استطعت وأنت في هذا العمر، أن تصل إلى مستوى الفصاحة والبلاغة؟

- القرآن الكريم هو الأساس. كنت مواظباً على تلاوته منذ الصغر، ولله الحمد، فهو المدرسة الكبرى في البلاغة والبيان. لكن الإنسان يحتاج أيضاً إلى وسائل أخرى لتقوية لغته العربية، كالمطالعة ومتابعة الأعمال التي تحمل الطابع العربي الأصيل، مثل مسلسل عنتر بن شداد الذي كنت أشاهده في صغري بشغف كبير.

شاهدت المسلسل كاملاً؟

- نعم، شاهدته كاملاً، وكنت أستمتع بلغته وشخصياته، فقد كان يحمل روح الجاهلية وعبق الفروسية والشعر.

إذاً، يمكن القول إن سبب تمكنك من اللغة العربية هو القرآن الكريم؟

- صحيح. هو الركيزة الأولى والأساسية التي جعلتني أُحب العربية وأتذوق جمالها.

حدثنا عن بداياتك مع القراءة. من الذي زرع فيك حب الكتب والاطلاع والقراءة؟

- بدايتي كانت منذ نعومة أظفاري، فقد كان والدي يقتني الكتب باستمرار، ووالدتي كانت تقرأها لي ليلاً. كنت أستمتع بحلاوة الكلمة، وأشعر بلذاذتها في نفسي، ومنذ ذلك الوقت تعلقت بالقراءة والمطالعة والتفكر، خصوصاً في الأدب الذي كنت أميل إليه بشدة.

قلت قبل اللقاء إنك لا شيء دون القراءة. هل هذا ما تشعر به فعلاً؟

- نعم، لولا القراءة لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. أتخيل نفسي بعد عشرين عاماً من دون هذا التأسيس المعرفي الذي منحني إياه والداي، فأرى أنني مجرد آلة لا روح لها. القراءة منحتني الوعي والهوية، وجعلتني أشعر بأنني شيء ذو قيمة.

كلماتك توحي بنضج كبير رغم صغر سنك، ما نصيحتك لأقرانك في مثل عمرك؟

- أقول لهم: اقرؤوا.. اقرؤوا.. اقرؤوا، فالكتاب هو الصديق الوحيد الذي لا يخذلك، وهو الملجأ حين تضيق الخيارات. في لحظات الوحدة والارتباك، لن تجد سوى الكتاب إلى جانبك. القراءة تفتح لك الأفق، وتجعلك ترى العالم بعين أخرى.