يُعتبر نوفمبر من أجمل شهور السنة في مملكة البحرين، بل ويمكن وصفه بأنه الشهر الذهبي مناخياً وبيئياً في البلاد، لما يجمعه من اعتدال في درجات الحرارة، وانخفاض الرطوبة، وصفاء السماء، وتنوع الأنشطة الثقافية والطبيعية التي يمكن القيام بها فيه؛ فبعد صيف طويل حار ورطب، يمتد من مايو حتى أكتوبر، يأتي نوفمبر ليمنح البحرين وأهلها وزوّارها فترة من الراحة المناخية والاستقرار الجوي قبل دخول الشتاء.
وفي هذا الشهر يدخل فيه جزء من طالع السماك الذي يذهب فيه العكاك (شدة الحر مع سكون الرياح) وطالع الغفر الذي يحسن في العين الجمر، وطالع الزبانا الذي يجمع فيه للشتاء دون توانٍ!
أولاً: المناخ في نوفمبر:
- درجة الحرارة المتوسطة: تتراوح بين 23 درجة مئوية إلى 28 درجة نهاراً، و18 إلى 21 درجة ليلاً، وهي درجة مثالية للأنشطة الخارجية.
- الرطوبة النسبية: تنخفض وتكون تقريباً 60% بعد أن كانت في أغسطس وسبتمبر فوق 80%.
- الرياح: تكون شمالية شرقية معتدلة، مما يجعل الجو أكثر نقاءً وأقل إحساسًا بالحرارة.
- الأمطار: عادةً ما تبدأ أولى زخات المطر الخفيفة في منتصف أو أواخر نوفمبر، وهو ما يعطي الشهر نكهة خريفية نادرة في مناخ البحرين.
- الشمس: تشرق لأكثر من 8 ساعات يومياً، مع إشعاع شمسي مريح يمكن الاستفادة منه في الزراعة والطاقة الشمسية دون خطر الإجهاد الحراري.
ثانيًا: المزايا البيئية والطبيعية
- نمو النباتات الخضراء يبدأ بالعودة بعد شهور الجفاف، ويُلاحظ انتعاش الحدائق والمزارع.
- عودة الطيور المهاجرة إلى السواحل والمستنقعات في البحرين ضمن مسار الهجرة الموسمي، مما يجعل الشهر غنياً بالمشاهد الطبيعية.
- نقاء الهواء بسبب انخفاض الغبار والرطوبة، ما يحسّن جودة الهواء والرؤية الأفقية.
- انخفاض درجات الحرارة الظاهرية مما يقلل الضغط الحراري على الإنسان والحيوان والنبات.
ثالثًا: الأنشطة السياحية والثقافية:
- ازدهار السياحة المحلية والخارجية بفضل الطقس المعتدل، حيث تبدأ المهرجانات والفعاليات الثقافية والبيئية.
- الأنشطة البحرية مثل الإبحار والغوص وصيد الأسماك تكون في أفضل ظروفها.
- المناسبات الوطنية: يسبق الشهر عادةً التحضير لاحتفالات العيد الوطني في ديسمبر، فتتزين المدن بالإضاءة والفعاليات العامة.
- الفعاليات الأكاديمية مثل الندوات والمعارض تكون أكثر نشاطاً في هذا الشهر بسبب استقرار الجو وموسمية الفعاليات الجامعية.
رابعاً: المقارنة مع الشهور الأخرى:
- الصيف «يونيو - سبتمبر»: حرارة مرتفعة (تصل إلى 45 درجة مئوية)، ورطوبة عالية (تفوق 80%).
- الشتاء «ديسمبر - فبراير»: طقس بارد أحياناً ورياح شمالية قوية مع احتمال أمطار متفرقة.
- الربيع «مارس - أبريل»: جميل أيضاً لكنه أكثر عرضة للتقلبات الجوية والغبار.
خامساً: البعد البيئي والتنمية المستدامة:
يُعد نوفمبر مثالياً لمبادرات الطاقة الشمسية، والزراعة المستدامة، وحملات التشجير، والنظافة البيئية؛ فهو يسمح بأعمال ميدانية دون استخدام مفرط للطاقة في التبريد، ويشجع على السلوك البيئي الإيجابي مثل المشي واستخدام النقل المستدام.
سادساً: الأحداث الفلكية:
- يكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض خلال هذا العام، وتحديداً في 6 نوفمبر، وسيكون على بعد 356833 كم في الساعة 1:29 صباحاً.
- يقترن القمر بكوكب زحل في 2 نوفمبر.
- وابل شهب الثوريات في 5 نوفمبر.
- طالع الثريا يكون جهة الغرب تماماً وعلى ارتفاع 40 درجة مئوية من الأفق الساعة 4 فجراً في 8 نوفمبر.
- القمر يقترن بكوكب المشتري في 10 نوفمبر.
- كوكبة البراق أو الفرس المجنح تكون فوق الرأس تماماً في الساعة 8:00 مساء في 13 نوفمبر.
- وابل شهب الثأديات في 17 نوفمبر.
- يولد هلال جمادى الآخرة في 29 نوفمبر.
- القمر مقترن بكوكب المريخ وكليهما في برج العقرب في 21 نوفمبر.
- تدخل الشمس برج العقرب في 23 نوفمبر.
- نجم سهيل يكون على ارتفاع 16 درجة مئوية في منتصف الليل في 24 نوفمبر.
- برج الحوت في كبد السماء في الساعة 8 مساء في 27 نوفمبر.
- تدخل الشمس برج الحواء في 30 نوفمبر، وهو البرج رقم 13 في التصنيف الحدث للأبراج.
- يكون فيه أبكر موعد لصلاة الظهر خلال العام وهو 11:22 صباحاً، من 1 إلى 5 نوفمبر.
- يكون فيه أبكر موعد لصلاة العصر خلال العام، وهو 2:25 مساء، من 24 إلى 30 نوفمبر.
- الخلاصة:
نعم، يمكن القول بثقة أن شهر نوفمبر يمكن اعتباره أفضل شهور السنة في البحرين من حيث الراحة المناخية، والأنشطة الاجتماعية، والتوازن البيئي؛ فهو الشهر الذي تتراجع فيه حرارة الصيف، وتنتعش فيه الحياة، ويستعد فيه المجتمع البحريني لموسم الشتاء بروح إيجابية.