في خطوة تُعد من أبرز المبادرات في مجال الطاقة المتجددة في المنطقة الخليجية، وقعت شركة النظم الحديثة المتحدة، التابعة لمجموعة تاج القابضة من المملكة العربية السعودية، اتفاقية شراء طاقة شمسية لمدة 25 عاماً مع الخليج لدرفلة الألمنيوم "جارمكو"، الرائدة في مجال درفلة وإعادة تدوير الألمنيوم، وذلك خلال مراسم توقيع الاتفاقية التي أُقيمت في مقر شركة "جارمكو" اليوم الموافق الـ 3 من نوفمبر 2025، بحضور عدد من المسؤولين التنفيذيين والإعلاميين.
تمثل هذه الاتفاقية محطة جديدة في مسار التحول نحو الاستدامة والطاقة النظيفة في مملكة البحرين، إذ بموجبها ستقوم شركة النظم الحديثة المتحدة بتطوير وتمويل وتشغيل محطة للطاقة الشمسية بقدرة 6 ميغاواط في منشآت "جارمكو" الصناعية، بهدف تزويدها بالكهرباء النظيفة والمتجددة على مدى ربع قرن كامل.
وأكد فارس سليمان، المدير العام لشركة النظم الحديثة المتحدة، أن الاتفاقية تمثل نقلة مهمة في توجه الشركة نحو تعزيز استثماراتها في الطاقة النظيفة داخل البحرين، قائلاً:" يمثل هذا الاتفاق خطوة رئيسية لشركة النظم الحديثة المتحدة في تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة داخل المملكة. فالشراكة مع جارمكو تجسد التزامنا بتقديم حلول طاقة موثوقة ومستدامة ومبتكرة للقطاع الصناعي في البحرين."
وأضاف:" أن المشروع سيُسهم بشكل مباشر في خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المنشآت الصناعية، كما سيُبرز قدرة النظم الحديثة المتحدة البحرين على دمج التكنولوجيا الحديثة مع حلول الطاقة المستدامة لتقديم نموذج يحتذى به في المنطقة".
ومن جانبه، صرّح راشد علي، الرئيس التنفيذي لشركة النظم الحديثة المتحدة، بأن هذا المشروع هو بداية لمرحلة جديدة من النمو الإقليمي في قطاع الطاقة المتجددة، قائلاً:" التزامنا يتجاوز هذا المشروع، فهو يعكس استراتيجيتنا طويلة المدى لتعزيز تبني الطاقة الشمسية وتوسيع حلول الطاقة المستدامة في دول مجلس التعاون الخليجي. ومع حضور قوي ومحفظة مشاريع متنامية في كل من البحرين والسعودية، فإن النظم الحديثة المتحدة في موقع مميز للمساهمة الفاعلة في التحول نحو الطاقة النظيفة في المنطقة."
وأوضح أن النظم الحديثة المتحدة، بدعم من مجموعة تاج القابضة، تعمل على تطوير سلسلة من المشاريع التي تستهدف تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، ورفع كفاءة التشغيل الصناعي من خلال تقنيات الطاقة الشمسية الحديثة.
من جانبه، عبّر محمد رفيع، الرئيس التنفيذي لجارمكو، عن فخره بالشراكة مع النظم الحديثة المتحدة، مؤكداً أن الشركة تسعى لأن تكون نموذجاً يحتذى به في دمج الطاقة النظيفة داخل القطاعات الصناعية، وقال:" نحن في جارمكو فخورون بهذه الخطوة الريادية في إدخال الطاقة النظيفة إلى منشآتنا، في انسجام تام مع رؤية البحرين في التحول نحو الطاقة المستدامة."
وأضاف رفيع موضحاً أن المشروع يمثل جزءاً محورياً من الخطة الخمسية الاستراتيجية لشركة جارمكو، والتي تركز على خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في العمليات الصناعية. وقال:" إن هذا المشروع سيساعد في تقليل الانبعاثات الكربونية الغير مباشرة أثناء عملية التصنيع، مما يساهم في خفض البصمة الكربونية للمنتجات النهائية التي تقدمها جارمكو للأسواق العالمية. نحن نستخدم الطاقة النظيفة ليس فقط لتشغيل منشآتنا، بل لتقليل الأثر البيئي لمنتجاتنا وتعزيز تنافسيتنا في سوق الألمنيوم العالمي."
وأكد أن هذا التوجه يأتي ضمن رؤية جارمكو لتحقيق التوازن بين النمو الصناعي والمسؤولية البيئية، حيث تسعى الشركة إلى أن تكون من أوائل المؤسسات الصناعية في البحرين والمنطقة التي تتبنى حلول الطاقة النظيفة كجزء أساسي من خططها المستقبلية.
ويجسد هذا المشروع نموذجاً عملياً للتعاون الاقتصادي والتنموي بين البحرين والمملكة العربية السعودية، حيث يلتقي التعاون السعودي والخبرة البحرينية في مشروع يهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية على حد سواء.
كما يعكس المشروع تحولاً استراتيجياً في توجه الشركات الصناعية الكبرى نحو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، ليس فقط كخيار بيئي، بل كجزء من استراتيجيات النمو والإدارة الذكية للطاقة.
تُعد اتفاقية النظم الحديثة المتحدة البحرين وجارمكو أكثر من مجرد مشروع طاقة، فهي رسالة واضحة بأن مستقبل الصناعة في الخليج سيكون أخضر ومستداماً، وأن الابتكار والالتزام المشترك يمكن أن يقدما حلولاً عملية لمواجهة تحديات المناخ والطاقة.
وبينما تبدأ الأعمال التحضيرية لتشييد محطة الطاقة الشمسية خلال الأشهر القادمة، يُتوقع أن يبدأ التشغيل الفعلي للمشروع في عام 2026، ليكون بذلك واحداً من أكبر مشاريع الطاقة النظيفة في البحرين، ومعلماً جديداً في مسيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر في المنطقة.
بهذا الإنجاز، تؤكد النظم الحديثة المتحدة البحرين وجارمكو أنهما لا تبنيان فقط محطة للطاقة، بل جسراً نحو المستقبل، يربط بين الصناعة والابتكار والاستدامة، ويعكس التزام دول الخليج بريادة مسار التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.