ليس من السهل أن تستمر في تحقيق نجاحات متواصلة طوال 21 عاماً متتالية، فالحفاظ على القمة أصعب كثيراً من الوصول إليها، وعندما يتعلق الأمر بـ«حوار المنامة» فإن مملكتنا الحبيبة لا تعرف في هذا الحدث العالمي إلا النجاح الباهر المستمر والمتميز.

في حوار المنامة 2025، توافد الخبراء الدوليون والمسؤولون من مختلف دول العالم إلى مملكتنا الغالية، من أجل البحث عن ما هو أفضل لعالم يعمه الأمن والسلام، في وطن هو مهد للسلام، فتسابقت الوفود الدولية إلى أرض المملكة، للمشاركة في هذا الحدث الدولي الذي ينتظره الجميع كل عام، من أجل بلورة الأفكار واستعراضها مع الآخرين، ثم تحويلها إلى استراتيجيات وشراكات تدعم الأمن وتعزز من استقرار المنطقة والعالم، ولتواجه بها التحديات، وهذا كله لا يتحقق إلا من خلال تجمع دولي كالذي احتضنته مملكتنا والمتمثل في حوار المنامة.

ومن الملاحظ في حوار المنامة في كل تلك الأعوام، مواكبته للأحداث الجارية في المنطقة، وهو ما يسهم بالتأكيد في إثراء الحوار والارتقاء بالأفكار، والوصول بها إلى صيغ متوافقة بين المتحاورين، بمعنى آخر أن حوار المنامة يُقرب وجهات النظر التي قد تبدو بعيدة للآخرين، لأن الحوار بشأنها يكون مباشرة ووجهاً لوجه، خاصة ما يتعلق بأحداث ساخنة مثل السلام في فلسطين وتحديداً غزة، التي هي حديث الساعة الدائم للمنطقة طوال العامين المنصرمين، وهذا ما تم التداول بشأنه فعلاً خلال جلسات الحوار ومنتدياته.

وبلا شك فإن حوار المنامة أصبح من الركائز الأساسية التي ينعقد عليها الأمل المنشود لبناء مستقبل واعد لسلام دائم وشامل للمنطقة، وفرصة قد يصعب تكرار مثلها لتجمع كل أولئك الكم الكبير من المسؤولين والخبراء الدوليين في العالم تحت سماء بلادنا، لذلك يحظى حوار المنامة دائماً بمكانة مرموقة ومتميزة عند الخبراء الدوليين وصناع القرار والباحثين عن السلام والاستقرار والدوليين.

إن حوار المنامة يؤكد النظرة الثاقبة المستقبلية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، بأن يصبح هذا الحدث الدولي أحد أهم المنصات الدولية المختصة في بحث ومناقشة قضايا الأمن والسلام، ويسهم عالياً في دعم كل الجهود الدولية الهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار واستدامتهما، ليس للمنطقة فحسب بل لدول العالم كله أيضاً، وهذا بالفعل ما أصبح عليه حوار المنامة اليوم بعد أكثر من عقدين من انعقاده، لتؤكد مملكتنا الغالية نجاحها ليس في الوصول إلى القمة فقط، بل والمحافظة عليها أيضاً، وتُجدد نجاحها كل عام في منتدى دولي كبير ينتظره المتابعون كل عام مثل حوار المنامة.