قبل يومين عُقدت النسخة الثالثة من منتدى بوابة الخليج بحضور شخصيات بارزة بقطاع الأعمال وخبراء اقتصاديين كبار، وشهد المؤتمر منح 4 رخص ذهبية وتوقيع أكثر من 40 اتفاقية وأكثر من 60 إعلاناً استراتيجياً تجاوزت قيمتها الإجمالية 17 مليار دولار، مقارنة مع 12 مليار دولار أعلن عنها في النسخة الثانية من نفس المنتدى.
ولم يأتِ الاسم المنتقى لهذا المنتدى «بوابة الخليج» من فراغ، فها نحن نرى البحرين وقد نجحت في تحويل موقعها الجغرافي إلى قيمة مضافة حقيقية، لتصبح بحق بوابة الخليج للاستثمار، وجسراً يربط بين الرؤى الإقليمية والعالمية في ظل التحولات التكنولوجية والبيئية والمالية المتسارعة.
هذا العمل أيضاً يقف وراءه جنود من كوادر مجلس التنمية الاقتصادية الذين أثبتوا نجاحهم في جمع هذه النخبة العالمية المتميزة تحت سقف واحد لمدة 48 ساعة، ولكي نصل إلى الهدف الذي أعلن عنه معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة.
وللحقيقة فإن البناء قد بدأ مبكراً في المملكة حيث سعت البحرين منذ سنوات طويلة لتطوير بنية تحتية رقمية تدعم التحول الذي نراه اليوم نحو الاقتصاد الرقمي، ومن أبرز المشاريع التي تؤكد هذا التوجه، استثمار 320 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومنها كابل «Africa Pearls2» البحري الذي يربط البحرين بـ33 دولة عبر 46 نقطة اتصال، وتأسيس مركز بيانات إقليمي صديق للبيئة في البحرين ليقدم حلولاً تكنولوجية واستضافة التكنولوجيا المتقدمة وحلول التحول الرقمي.
ولا يتوقف التطور عند ذلك، بل إن التشريعات الوطنية تشهد مواكبة للتسارع الحاصل حول العالم، وساهمت الأطر التنظيمية المتطورة والسياسات الاستباقية في تعزيز مكانة البحرين، وتجلّى هذا بوضوح حين تحسّن أداء مملكة البحرين بواقع 10 مراكز في مؤشر الابتكار العالمي، وجاءت المملكة في المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر أداء «غرينفيلد» للاستثمارات الأجنبية المباشرة، ومؤشر المهارات المالية وفقاً لتصنيف المواهب العالمية، واحتلت البحرين المرتبة الأولى عربياً والـ29 عالمياً في مؤشر الشمول المالي، والثانية عربياً في مؤشر جودة الحياة للعام 2025.
وتُحقّق البحرين تقدماً ملحوظاً في مجال المدن الذكية، حيث احتلت المنامة المركز الـ36 عالمياً في تصنيف المدن الذكية، وقد انعكس ذلك على صفقات القطاع العقاري ضمن فعاليات منتدى بوابة الخليج، وتتجه البحرين لإطلاق أكبر مشروع للطاقة الشمسية من نوعه في العالم على الأسطح الصناعية، وبقدرة إنتاجية تصل إلى 123 ميغاواط، لتعزز استثماراتها في مجال الطاقة المتجدّدة.
كل هذه المؤشرات والمبادرات والجهود المبذولة من فريق البحرين، تصبّ في مصلحة الوطن والمواطن، وتُثمر عن حجم الاستثمارات المُعلن عنه في المنتدى والذي يشهد تنامياً عاماً بعد آخر، ومن المؤكد أن المستقبل يحمل المزيد والمزيد.