اختياري لمفردة «احترام» في العنوان، اختيار مقصود، ولم أقدم عليها مفردة «التقدير»، والسبب؛ أنها -أي مفردة الاحترام- قيمة أساسية تُبنى عليها تالياً بوادر الثقة والتقدير. نعم، الاحترام يُعد الأساس الذي يولّد مشاعر التقدير والامتنان، لأنه اعتراف بالمكانة والدور، قبل أن يكون استجابة للعطاء أو الإنجاز.
في هذا السياق، نجد أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملكنا المعظم حفظه الله ورعاه، لم يكتفِ بتقدير الصحافة البحرينية المخلصة، بل أسس نموذجاً فريداً في ترسيخ «الاحترام» العميق لرسالتها ومسؤوليتها في خدمة الوطن.
الملك حمد أكد مراراً، أن الصحافة البحرينية ليست طرفاً «مكملاً» في مسيرة الوطن الغالي فقط، بل «شريك» فاعل في البناء والتنمية.
هو يرى أن الصحفيين أكبر من ناقلين للمعلومة وصناع للأخبار، لا، هو يراهم حماة للوعي المجتمعي، وخط الدفاع الأول في مواجهة التضليل والمساس بالوطن.
هذا الإيمان بدور الصحافة أكده جلالة الملك حتى قبل إطلاقه لمشروعه الإصلاحي، إيماناً منه بأن حرية الكلمة أحد الأسس اللازمة للاستقرار والتقدم.
احترام جلالة الملك للصحافة يظهر في مواقف لا تُعد ولا تُحصى، ويميز هذا الاحترام أنه ينبع من قناعة راسخة بأهمية الدور الذي تؤديه الكلمة الحرة.
فمن يتابع تعامله مع الصحفيين والإعلاميين، يدرك حجم التقدير والاهتمام الذي يحيطه بهم، وهو نابع من رؤية قيادية تعتمد على القرب من المواطن، وتقدير كل جهد وطني مخلص.
من أبرز صور هذا الدعم والتقدير، المكرمة الملكية السامية التي تمثلت في تخصيص أرضٍ وبناء مقر دائم لجمعية الصحفيين البحرينية. هذا دعم من شأنه تعزيز مكانة الصحافة البحرينية، عبر توفير بيت مؤسسي خاص بهم، وهو ما يعكس حجم الثقة والدعم الذي تحظى به صحافتنا من جلالة الملك.
هذا الأمر السامي يمثل حلماً طالما راود منتسبي الجمعية، وها هو يتحقق اليوم بإرادة داعمنا الأول جلالة الملك حفظه الله.
مواقف وكلمات ملكنا الغالي تبرز نهجاً ثابتاً في احترام الإنسان البحريني عموماً، والصحفيين والإعلاميين خصوصاً، إيماناً بقدرتهم على الإبداع والإسهام في صياغة الحاضر والمستقبل.
ومن خلال هذا النهج الملكي الرفيع في القيادة والتعامل، أصبحت الصحافة البحرينية نموذجاً للالتزام الوطني، والتمسك بالمهنية، والمساهمة في تعزيز صورة الوطن في الداخل والخارج.
احترام جلالة الملك للصحافة تعبير عن رؤية شاملة تؤمن بأهمية الكلمة في بناء المجتمعات. ومن خلال هذا الاحترام، حققت الصحافة البحرينية مكانة مميزة كسلطة رابعة، ووجد الصحفيون أنفسهم في بيئة تعزز من قدراتهم، وتدفعهم لمزيد من العطاء والإخلاص للوطن.
حفظ الله جلالة الملك المعظم، راعي الكلمة الصادقة، وحامي حرية التعبير، وداعم كل جهد يسهم في نهضة البحرين وتقدمها، ونحن نعاهده دوما، بأن نظل مخلصين لتراب البحرين الغالية وله كوالد ورمز، صنع بإرادته عصراً زاهراً لوطنه وشعبه.